غطفان غنوم.. الفن في مواجهة الطغيان

بينما كنت أتصفح فيديوهات قناة تلفزيون سوريا، وقعت بالمصادفة على حلقة من برنامج "ما تبقى" الذي استضاف الفنان السوري غطفان غنوم. ومنذ اللحظة الأولى، شدّتني كلمات غنوم الصادقة والعفوية، فاستحضرت أحداثاً وذكريات عميقة لثورة كانت حاضرة في قلبه، وأدركت أنني أمام حديث نادر وصادق يُعيد تعريفنا بما يعنيه أن تكون فناناً ملتزماً بحق، يقاوم النفاق والظلم بشجاعة نادرة. على النفيض من نظرائه من الفنانيين الذي بقوا خدماً على بلاط السلطان، وأخذوا على عاتقهم مهمة تلميع الديكتاتور ونظامه.

 الأغنية السورية من القدود إلى بطة بطت بطتين!

تخيّل معنا عزيزي القارئ رحلة خيالية تعود فيها بآلة الزمن إلى الزمن الجميل، حيث جلس السمِّيعة بملامح راضية وأرواح مستبشرة، مستمتعين بسهرة مع صباح فخري، يرددون معه "قدّود حلبية" و"يا مال الشام"، ويمتلئون بالطرب من شدة تأملهم للموسيقى التي تنساب كالعسل. ثم بسرعة البرق، تقفز بنا آلة الزمن هذه إلى حاضرنا البائس، حيث يجتمع الشباب ليس على مواويل طربية بل على أغنية "البطة بطت بطتين"، والريمكس العجيب لأغنية "البيضة والكتكوت" على إيقاع الدبكة التكنولوجية.