كيف تحوّلت الثقافة السورية من نزار قباني وسعد الله ونوس إلى “حكم فيسبوكية”؟

لو سألت اليوم عن سعد الله ونوس في معظم الصفحات الثقافية، قد تتلقى ردًا من أحد المتابعين: "مع احترامي، بس بحسّه كان مع النظام..." نحن جيل اختزل مسرح ونوس الذي صرخ يومًا: "نحن محكومون بالأمل"، إلى تعليقات سطحية مشككة، لأننا أصبحنا نقرأ عبر خاصية "السحب السريع" أكثر مما نقرأ عبر التأمل.

بعد زوال الديكتاتورية… “عنب بلدي” تطبع في دمشق وتنتصر للإعلام الحر!

بعد سنوات من النفي القسري والاضطهاد، تعود جريدة "عنب بلدي" إلى سوريا، حاملةً معها روح الثورة التي انطلقت منها عام 2011، ولكن هذه المرة من قلب العاصمة دمشق. لم تعد الصحيفة التي بدأت من قبل داريا في ريف دمشق، وانتقلت إلى خارج الحدود، مجرد وسيلة إعلامية منفية، بل أصبحت رمزًا لانتصار الصحافة المستقلة بعد زوال نظام الأسد الديكتاتوري، مع إعادة إصدار أعدادها الجديدة مطبوعةً داخل سوريا.

هل نحن مستعدون حقًا لما بعد الطاغية.. أم أننا سنظل نبحث عن طاغية جديد؟

بعد عقود من الحكم الحديدي، وبعد سنوات طويلة من الدم والدموع، رحل الطاغية. انتهت مسرحية "إلى الأبد" بطريقة لم يكن يتوقعها أحد، وربما لم يكن مؤيدوه يصدقونها حتى وهم يشاهدونه في منفاه الأخير… أو إلى محكمة الشعب، أو إلى مجاري التاريخ، لا فرق. لكن السؤال الأكبر الآن: هل انتهت المعركة حقًا، أم أننا على وشك الدخول في متاهة جديدة؟

ضبي غراضك: صرخة ضد النسيان وسرد الألم المغيّب.. وحين يصبح التاريخ أنثى مغيّبة!

صدر كتاب "ضبي غراضك: معتقلات بلا أثر" للصحفية والناشطة في حقوق الإنسان منى عبود في أواخر عام 2024، وكأنه كان يستبق سقوط النظام الأسدي الذي ظل لعقود يمارس الإخفاء القسري كأداة للقمع والترهيب بحق السوريين. والآن، بعد انهيار آلة الاستبداد، يصبح هذا الكتاب أكثر من مجرد وثيقة توثيقية؛ بل هو شهادة حية على الألم والخذلان والتاريخ المنسي للنساء السوريات اللواتي قادهن قدرهن إلى زنازين النظام دون أثر.