غريب في السوربون: عندما يكسر الأدب البوليسي التوقعات

لم يكن النوع البوليسي من الروايات يومًا ما ضمن الأنواع الأدبية المفضلة لدي. لطالما اعتقدت أن هذا النوع يعتمد أكثر على الأحداث السريعة والعقد الدرامية على حساب العمق الفكري والجمالي. لكن رواية "غريب في السوربون" للكاتب العراقي رسلي المالكي غيرت هذه القناعة تمامًا، إذ جمعت بين التشويق والغموض من جهة، وبين الغوص في الأبعاد الثقافية والتاريخية من جهة أخرى.

حين يصبح الانتماء أهم من العقل!

في عالمنا العربي المليء بالتناقضات، هناك ظاهرة لا يمكن تجاهلها: التبعية العمياء. هل تساءلت يومًا كيف يمكن لشخص أن يدافع بشراسة عن شخص آخر لمجرد أنه من نفس الدين، المذهب، أو العشيرة، حتى وإن كان هذا الشخص يرتكب أخطاء واضحة كالشمس؟ إنها حالة من الانتماء الطائفي أو القبلي التي تقتل المنطق وتُغلق العقل، وتصبح كلمة "أخو العشيرة" أو "أخي في المذهب" هي الحل السحري لتبرير كل شيء.

أخبار الأسبوع العربي: مجازر ودمار… وقُبل من المجعراتي الجديد!

مجازر في فلسطين، دمار في لبنان، فقر وأوضاع لا حياتية في سوريا، تصادم قطارات في مصر، انقلابات ومعارك في السودان، احتجاجات وإضرابات في تونس، أزمات سياسية وأمنية في ليبيا، غلاء معيشة وقمع في الجزائر، غضب الشارع وحرائق الغابات في المغرب، وحرب لا تنتهي في اليمن...

إيران تبيع الأوهام وتدمّر الأحلام

في كل مرة يظهر فيها النظام الإيراني على الساحة الإقليمية، يُرفع شعار "المقاومة"، ويُسوق على أنه حامي الأمة الإسلامية، المدافع عن المظلومين، وحامل لواء النضال ضد القوى الاستعمارية. ولكن مع كل دخول لإيران في شؤون أي دولة من الدول المجاورة، نجد أن الأوضاع تتحول إلى كوارث، وتصبح المقاومة مجرد كلمة تُباع في الأسواق الإعلامية، بينما يتخلى النظام الإيراني عن مناصريه وحلفائه في اللحظات الحاسمة، ليتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم.

عندما يتحول القلم إلى “راقص باليه” في بلاط الديكتاتور!

في عالمنا العربي، حيث تتحول الحقيقة إلى أسطورة والإعلامي إلى بطل خارق... بطل خارق في التطبيل والتزمير، طبعاً. القلم الذي كان يفترض أن يكون سلاحاً لفضح الفساد وكشف الظلم، بات اليوم أداة فنية يُستخدم كريشة لتجميل وجه الديكتاتور القبيح. نعم، الإعلامي الموالي للديكتاتوريات هو مثل "راقص باليه" محترف، يعرف تمامًا كيف يؤدي حركاته بخفة وأناقة، ولكن بدلًا من التمايل على أنغام الموسيقى الكلاسيكية، يتمايل على أنغام "الأمر صادر من فوق".