ليست الرواية مجرّد سيرة عن شاب فلسطيني فقد عينه وحاستي الشم والتذوق، بل هي بحث دؤوب في المعنى الحقيقي للنكبة حين تمتدّ من الأرض إلى الحواس. جمال، بطل الرواية، ليس صورة استثنائية، بل هو ما يمكن أن يصبح عليه كل فلسطيني حين تُسلب الحواس واحدة تلو الأخرى، لا بفعل القدر، بل بفعل مُصمَّم ومُمَنهَج اسمه الاحتلال.
بين أنقاض الطغيان وأطلال الذكورة: حين تُبنى الأوطان وتُقصى النساء!
اللافت اليوم هو أن الذكورية لا تُطرح بوصفها عداءً مباشرًا للمرأة، بل بوصفها "واقعية سياسية" أو "منطق أولويات". يُقال مثلاً إن "المرحلة تتطلب الكفاءات بغض النظر عن النوع"، لكن عمليًا يتم استبعاد النساء من مواقع اتخاذ القرار تحت ذرائع مختلفة: قلة الخبرة، حاجة المجتمع للتماسك، تجنب "الإثارة الاجتماعية" أو حتى مجرد الخوف من النقد المحافظ. هكذا يتم إنتاج ذكورية ناعمة، لا تصطدم مباشرة بالشعارات الكبرى للحرية والمساواة، لكنها تفرغها من مضمونها العملي. فبدلًا من أن تكون المرأة شريكة فعلية في بناء المستقبل، تصبح جزءًا من الزينة الخطابية للعملية السياسية، تُذكر في المناسبات، وتُحتفى بها نظريًا، دون أن تُمنح المساحات الحقيقية لتغيير الواقع.
أمريكا… حين تدّعي الإنسانية وتترك أطفال سوريا للجوع
416 ألف طفل سوري يواجهون الجوع القاتل اليوم، وفقًا لتحذير رسمي من منظمة "أنقذوا الأطفال".
عن الأطفال الذين وُلِدوا في الحرب
حين يُولد طفل تحت القصف، لا يُسمع صراخه فقط، بل تُسجَّل أول هزيمة لطفولةٍ لم تبدأ بعد.
حين تصبح الموسيقى إعلاناً: فن بلا روح، موسيقى تجارية ومواضيع مبتذلة
قد تكون لاحظت، وأنت تستمع إلى الراديو أو تتصفح قوائم الموسيقى، أن هناك موجة من الأغاني تتدفق مثل سيل لا ينتهي، أغانٍ تتحدث عن الحب أو الفراق، الحزن أو الشوق، لكنك سرعان ما تكتشف أن الكلمات مكررة والألحان مستنسخة، وكأنها صادرة من نفس القالب. وهنا تكمن المعضلة؛ عندما تُقدَّم هذه الأعمال باعتبارها "فنًّا" بينما هي في الواقع مجرد نسخ باهتة تفتقر إلى الإبداع.
الثقافة السورية.. هل تتحرر أخيراً من سطوة السلطة والخوف؟
عندما نتحدث عن الثقافة السورية، فإننا نتحدث عن أكثر من مجرد فنون أو موسيقى أو مسرح؛ إنها روح مجتمعٍ عاش تحت وطأة القمع لعقود، ومرّ بسنواتٍ من الحرب، وعانى من أزمة اقتصادية خانقة جعلت من الإبداع ترفًا لا يجرؤ كثيرون على التفكير فيه. واليوم، مع انهيار النظام الذي كان يفرض سطوته على المشهد الثقافي، يبرز التساؤل الأهم:
