الخطوة الأولى: الصفع في الحادية عشرة، كان سامر يقف بطابور الخبز عندما صفعه عنصر الأمن لسبب لم يفهمه. سقط على الأرض، لكن أكثر ما أوجعه لم يكن الألم، بل ضحكة الرجل خلفه. في تلك اللحظة، وُلد في داخله إحساس غامض بأن العالم لا يعبأ بعدل أو منطق، بل بالقوة وحدها.
عطر النخبة!
في مستقبل بعيد، لم تعد السلطة تُقاس بالمال أو المظهر أو حتى الصوت. الرائحة وحدها كانت جواز مرور إلى كل شيء. منذ الثورة الكيميائية الثالثة، أصبح البشر يُصنَّفون حسب "عبقهم الداخلي"، رائحة متناهية الدقة تفرزها أجسادهم، لا يمكن تزويرها أو إخفاؤها... أو هكذا قيل.
عقل للبيع!
في قاعة أشبه بحضن مسرح قديم، تحوّلت المزادات إلى طقوس. يجلس الحضور على كراسي مخملية حمراء، لا يتحرك أحد إلا عندما يُسمح له بذلك. خلف المنصة لافتة ضخمة مكتوب عليها بخط متأنق: "مزاد النخبة – حيث تُشترى العقول لا الأوهام."
استمارة التوظيف..
جلس يملأ استمارة التوظيف كمن يدوّن اعترافًا متأخرًا. في خانة "الوظائف السابقة" كتب دون تردد: معتقل سياسي (2013 – 2016) نازح محترف (2016 – 2018) عامل نظافة في دولة لا تحبني (2018 – 2020) مسؤول قسم البقاء في خيمة تابعة للأمم المتحدة (2020 – 2022) وفي خانة "المهارات" كتب: القدرة على النوم وسط القصف الهروب من المخابرات دون لفت الانتباه التفاوض مع الجنود بلغة النظرات تحويل الكوابيس إلى نكتة قابلة للنشر وفي الهوايات: تذكر كل شيء… رغم الرغبة بالنسيان الانتظار الطويل دون سبب قراءة وجوه الناس بدلًا من كتب التنمية الذاتية بعد دقائق، وصله الرد الرسمي: "نشكرك على اهتمامك، نبحث عن مرشح يمتلك روح الفريق ويجيد العمل تحت الضغط." ابتسم، وقال: "كنت أشتغل تحت القصف وبيحكوا عن الضغط.. بس يمكن فعلاً عندهم حق ما عندي روح الفريق، لأن الفريق كله مات."
الكوكب الذي طرد البشر
على أطراف مجرة بعيدة، حيث لم تطأ قدم بشرية من قبل، يدور كوكب أزوران بهدوء في مداره. لم يكن هذا الكوكب مثل غيره؛ فهو لم يكن مجرد كتلة صخرية عائمة في الفضاء، بل كان حيًا، ينبض بالحياة، يتحدث مع نفسه، ويُراقب سكانه المسالمين من النباتات والحيوانات التي عاشت عليه بتناغم منذ ملايين السنين.
في ديستوبيا العبث.. الكرسي ينتظر دستوره
العسكري: أتعرف؟ هذا الكرسي مزعج. المدني: نعم، ربما علينا أن نزيله. العسكري: لكنه للشعب. المدني: حسنًا، فلنزيل الشعب إذن.
