416 ألف طفل سوري يواجهون الجوع القاتل اليوم، وفقًا لتحذير رسمي من منظمة “أنقذوا الأطفال”.
رقم لا يُصدّق في بلد خرج للتو من تحت حكم استبدادي دام سنوات، وكان يُفترض أن تبدأ معه مرحلة جديدة من التعافي.
لكن ما يحدث هو العكس تمامًا.
الولايات المتحدة – الدولة التي ما فتئت تُزايد على الآخرين باسم القيم الإنسانية– قررت في لحظة واحدة تعليق مساعداتها الإنسانية إلى سوريا، وحرمان مئات آلاف الأطفال من الغذاء.
لم يقل أحد إن على أمريكا أن تطعم أطفال سوريا، لكن إن كانت عاجزة عن تقديم لقمة، فلتكف على الأقل عن سرقة الطحين. لا تريدون تقديم المساعدة؟ أوقفوا العقوبات التي تخنق الاقتصاد السوري وتحول بين التعافي.
كيف يعقل أن يُترك بلد بأكمله، بعد كل ما مرّ به، يواجه وحده هذا الانهيار؟
٩ من كل ١٠ سوريين اليوم تحت خط الفقر.
هذه ليست نتيجة فشل سياسي فحسب، بل حصيلة حصار خارجي لا يرحم، وتخاذل دولي لا يُغتفر.
أطفال سوريا لا يعرفون ما هو مجلس الأمن، كل ما يعرفونه هو أنهم ينامون بلا عشاء، ويستيقظون على معدة خاوية ومستقبل مجهول.
فمن الذي يُعاقَب اليوم؟
هل هو النظام الذي سقط؟ أم الشعب الذي حلم بالتغيير؟
إذا كانت الإنسانية فعلاً لا شعارًا،
فالجائع أولى من البيان السياسي،
والطفل أولى من منطق العقوبات.

😭😔