نساء سوريا: أيقونات الثورة وصناع الكرامة

مي سكاف، أيقونة الحرية والكرامة، جسدت في حياتها وبعد رحيلها رمزية المرأة السورية التي لا تنحني. عبارتها الخالدة: "إنها سوريا العظيمة، وليست سوريا الأسد" لم تكن مجرد كلمات، بل كانت مانفيستو للثورة وروحها. دفعت مي ثمنًا باهظًا من روحها وراحتها الشخصية، لكنها بقيت مخلصة لصوت الشعب. وفدوى سليمان، الفنانة العلوية الشجاعة، كسرت جدران الطائفية بجرأة، وصاحت بصوتها الحر أن الظلم لا دين له ولا طائفة، متحديةً خطر النظام وقيود المجتمع. سوسن أرشيد، نجمةٌ رفضت أن تكون أسيرة الأضواء السطحية، واختارت أن تقف في صف الحقيقة مهما كلفها ذلك من خسائر مهنية وشخصية. كانت في ميدانٍ غالبًا ما يساوم الموقف على النجومية، لكنها وقفت بإصرار ووضوح ضد الظلم. ولا يمكن أن نغفل عن إيناس حقي وريم علي ولبانة قنطار وواحة الراهب ومها حسن، اللواتي أضأن بشجاعتهن زوايا مظلمة في المشهد السوري، وتحدين السرديات القمعية بنضالهن. صوت رشا رزق ظل نشيدًا للأمل والحب، لكنه في الوقت نفسه كان مرثاة للأطفال الذين سقطوا في سوريا، ورسالة رفضٍ مدوية ضد السكوت على الظلم. يارا صبري، في مواقفها النبيلة، لم تتوقف يومًا عن المطالبة بالمعتقلين، تضيء بصوتها مساحات العتمة وتعيد الأمل لعائلات أُطفئ نورها. ولا يمكن الحديث عن نساء سوريا العظيمات دون ذكر رزان زيتونة، أيقونة الحقوق الإنسانية، وسميرة خليل، المقاتلة بصمت ضد القمع، وسمر يزبك، التي استخدمت قلمها كسيف يواجه الطغاة. سهير الأتاسي، التي لم تتردد يومًا في الوقوف في الصفوف الأمامية، وبسمة القضماني، التي لعبت دورًا بارزًا في المنصات الدبلوماسية رغم التعقيدات. ربى حبوش، التي استمرت في النضال من أجل الحرية والكرامة في الداخل والخارج.