وعاش “صندوق الشكاوي” بتبات ونبات وخلّف صبيان وبنات!

كان يا مكان في قديم الزمان، مدير دائرة حكومية يُدعى "منصور المنظور"، رجل كان يرى نفسه عبقريًا في تنفيذ الأوامر، حتى لو لم يفهم الغاية منها. تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة، أمر بوضع صندوق شكاوى عند مدخل الدائرة، مصقولًا كأنه تحفة فنية، تحيطه لافتة تقول: "لا تخف، قل ما تريد!"

عيواظ في بلاد الغرائب!

استيقظ عيواظ من صدمته، ليجد نفسه في مكان يعج بالمخلوقات العجيبة. السماء كانت بلون أخضر، والأشجار تنبت أكوابًا مليئة بالشاي الساخن. كانت الطرق تلتوي وتتحرك وكأنها تتلاعب بمن يمشي عليها. "ما هذا المكان؟ هل هو حلم؟" تساءل عيواظ. ظهر الأرنب الأسود مجددًا وقال: "مرحبًا بك في بلاد الغرائب! لكن انتبه، هنا لا شيء كما يبدو." قبل أن يرد عيواظ، اختفى الأرنب كعادته.

قصة قصيرة: قرار في منتصف الطريق!

تبدأ أولى السيالات العصبية بالتحرك من الجزء المسؤول عن القرارات السريعة: "التقط المال الآن، بسرعة! قبل أن يلاحظه أحد!"، اليد تتحرك تلقائيًا نحو الأرض، تستعد لالتقاط الحزمة. "لماذا تتردد؟ إنها فرصة لن تتكرر!"، لكن فجأة، تأتي سيالة عصبية أخرى معارضة: "انتظر! ماذا تفعل؟ هل أنت لص؟ هذه النقود ليست لك. اتركها في مكانها!"، اليد تتوقف فجأة وكأنها تلقت صدمة، وتتراجع للخلف.

قصة قصيرة: خلف ضجيج الأمواج

تتداخل في ذهن نزار ذكريات مشرقة وأخرى قاتمة، تعيد تشكيل فصول حياته أمامه كأنها عرض أخير. استذكر لياليه في دمشق عندما كان يلقي الشعر في مقاهي باب توما ويعانق أصوات التصفيق، واستذكر بغداد بنهرها العظيم حيث شارك في أول مسرحية تراجيدية له. استحضر القاهرة، المدينة التي كانت شاهدة على خيباته الكبرى، وكيف تبدلت الأحلام فيها إلى سراب، وكيف أضاع فيها حب حياته بسبب غروره.

قصة قصيرة: فردة واحدة تكف!

ومع تزايد الضحكات والنظرات الساخرة، قرر الرجل أن يلجأ إلى السلطة لإيجاد الحل. توجه إلى أقرب قسم شرطة. كان مقتنعاً أن القانون يجب أن يتدخل في مثل هذه الكوارث. "أريد الإبلاغ عن فقدان فردة حذائي!"، قال بحزم للموظف عند المدخل.