كان الطابور يمتد كخط أسود يشق الأفق. لم يكن أحد يعرف أين يبدأ أو أين ينتهي. وقفوا جميعًا، بلا أسئلة، بلا تردد. كلما حاولت أن تسأل أحدهم: "لماذا نقف؟" تأتيك الإجابة ذاتها: "هذا ما يجب فعله."
صناعة النصر في غرفة الأخبار!
"قواتنا الباسلة تواصل تقدمها العظيم، ساحقةً العدو، مدمرةً أوكاره، ورافعًا راية النصر على كل الجبهات!"
حين تصرخ الأبواق!
في زاويةٍ من زوايا الأرض، كانت هناك مدينة صغيرة، بالكاد تظهر على الخرائط، لكنها كانت تملأ نشرات الأخبار يوميًا. "المدينة الصامدة"، كما أطلق عليها إعلام السلطة، قيل إنها نموذج للثبات والشجاعة، حتى أن المذيعين كانوا يرددون بفخر: "هنا تُصنع الأساطير".
“الخالد” القابل للتآكل.. الذهب يصدأ، لكن الكرامة لا تفعل!
مع الوقت، قرر الحاكم أن جسده الفاني لم يعد لائقًا بعظمته الأبدية. كيف يمكن لجلد وعظم أن يتحمل روحًا نقية كهذه؟ الحل كان بسيطًا بعبقريته: "سأصبح تمثالًا من الذهب!" قال بفخر. وأضاف مبتسمًا: "سأكون حاضرًا في كل الساحات، وستعبدونني إلى الأبد."
وعاش “صندوق الشكاوي” بتبات ونبات وخلّف صبيان وبنات!
كان يا مكان في قديم الزمان، مدير دائرة حكومية يُدعى "منصور المنظور"، رجل كان يرى نفسه عبقريًا في تنفيذ الأوامر، حتى لو لم يفهم الغاية منها. تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة، أمر بوضع صندوق شكاوى عند مدخل الدائرة، مصقولًا كأنه تحفة فنية، تحيطه لافتة تقول: "لا تخف، قل ما تريد!"
عيواظ في بلاد الغرائب!
استيقظ عيواظ من صدمته، ليجد نفسه في مكان يعج بالمخلوقات العجيبة. السماء كانت بلون أخضر، والأشجار تنبت أكوابًا مليئة بالشاي الساخن. كانت الطرق تلتوي وتتحرك وكأنها تتلاعب بمن يمشي عليها. "ما هذا المكان؟ هل هو حلم؟" تساءل عيواظ. ظهر الأرنب الأسود مجددًا وقال: "مرحبًا بك في بلاد الغرائب! لكن انتبه، هنا لا شيء كما يبدو." قبل أن يرد عيواظ، اختفى الأرنب كعادته.
