منذ أن سقط نظام الأسد، وجدت الرواية السورية نفسها أمام مهمة استثنائية: إعادة سرد الحكاية السورية، تلك التي تم طمسها لعقود، وجعلها وثيقة إنسانية حية تعكس المعاناة والآمال. لكن، هل استطاعت الرواية فعلاً أن تكون صوتًا يعبر عن الذاكرة الجماعية؟
فواز حداد: عبقرية أدبية حوربت في زمن أنصاف المواهب – قراءة جديدة في رواية المترجم الخائن
لا يمكننا الحديث عن "المترجم الخائن" دون التوقف عند فواز حداد نفسه. هذا الكاتب الذي أثبت أنه من أهم روائيي العصر، ليس فقط على مستوى العالم العربي، بل على مستوى الأدب العالمي. بأسلوبه الفريد وجرأته الأدبية، استطاع أن يقدم أعمالًا تحاكي أعمق الأزمات الإنسانية، وتعكس واقعًا عربيًا شديد التعقيد.
فواز حداد يقتحم المحظورات السورية: النظام هو الله!
في روايته "الشاعر وجامع الهوامش"، الصادرة عام 2017، يتناول فواز حداد بجرأة حالة المثقفين السوريين الذين أصبحوا أدوات في يد النظام. فهو يصفهم بالقول: "المثقفون متوافرون بكثرة... الحاجة إليهم متواضعة... يؤدلجون العمالة للنظام على أنها امتياز تبرره الوطنية." بأسلوبه الساخر، يُظهِر حداد كيف أن المثقفين، رغم ضعف تأثيرهم وسوء تقديرهم لذواتهم، يخدمون السلطة إما بالسر أو العلن مقابل مكافآت زهيدة.
