بعد سقوط النظام، يجد بعض الموالين أنفسهم في موقف حرج. سنوات من التصفيق والولاء الأعمى لم تعد تجدي نفعًا، بل أصبحت عبئًا ثقيلًا على كاهلهم. لكن لا تقلق عزيزي الموالي، في خمسة أيام فقط يمكنك إجراء تحول جذري من "موالي مخلص" إلى "معارض شرس" يُبجل الثورة ويتحدث عن الحرية والديمقراطية. اتبع هذا الدليل لتصبح جزءًا من صفوف "الثوار الجدد".
نساء سوريا: أيقونات الثورة وصناع الكرامة
مي سكاف، أيقونة الحرية والكرامة، جسدت في حياتها وبعد رحيلها رمزية المرأة السورية التي لا تنحني. عبارتها الخالدة: "إنها سوريا العظيمة، وليست سوريا الأسد" لم تكن مجرد كلمات، بل كانت مانفيستو للثورة وروحها. دفعت مي ثمنًا باهظًا من روحها وراحتها الشخصية، لكنها بقيت مخلصة لصوت الشعب. وفدوى سليمان، الفنانة العلوية الشجاعة، كسرت جدران الطائفية بجرأة، وصاحت بصوتها الحر أن الظلم لا دين له ولا طائفة، متحديةً خطر النظام وقيود المجتمع. سوسن أرشيد، نجمةٌ رفضت أن تكون أسيرة الأضواء السطحية، واختارت أن تقف في صف الحقيقة مهما كلفها ذلك من خسائر مهنية وشخصية. كانت في ميدانٍ غالبًا ما يساوم الموقف على النجومية، لكنها وقفت بإصرار ووضوح ضد الظلم. ولا يمكن أن نغفل عن إيناس حقي وريم علي ولبانة قنطار وواحة الراهب ومها حسن، اللواتي أضأن بشجاعتهن زوايا مظلمة في المشهد السوري، وتحدين السرديات القمعية بنضالهن. صوت رشا رزق ظل نشيدًا للأمل والحب، لكنه في الوقت نفسه كان مرثاة للأطفال الذين سقطوا في سوريا، ورسالة رفضٍ مدوية ضد السكوت على الظلم. يارا صبري، في مواقفها النبيلة، لم تتوقف يومًا عن المطالبة بالمعتقلين، تضيء بصوتها مساحات العتمة وتعيد الأمل لعائلات أُطفئ نورها. ولا يمكن الحديث عن نساء سوريا العظيمات دون ذكر رزان زيتونة، أيقونة الحقوق الإنسانية، وسميرة خليل، المقاتلة بصمت ضد القمع، وسمر يزبك، التي استخدمت قلمها كسيف يواجه الطغاة. سهير الأتاسي، التي لم تتردد يومًا في الوقوف في الصفوف الأمامية، وبسمة القضماني، التي لعبت دورًا بارزًا في المنصات الدبلوماسية رغم التعقيدات. ربى حبوش، التي استمرت في النضال من أجل الحرية والكرامة في الداخل والخارج.
أسير الوالي: شهادة إنسانية في مواجهة التطرف والاستبداد
ما يجعل هذا الكتاب مميزًا ليس فقط تفاصيله الواقعية، بل أيضًا شخصية كاتبه، الذي يحمل إيمانًا عميقًا بدينه الإسلامي. ومع ذلك، وجد نفسه معتقلًا لدى تنظيم يدّعي تمثيل الإسلام. هذه المفارقة تسلط الضوء على جوهر الكتاب، الذي يقدم رؤية فكرية وإنسانية توضح الفرق بين الإيمان الحقيقي القائم على الرحمة والعدالة، والتطرف الذي يستخدم الدين كأداة للسيطرة والقهر.
تماثيل الأسد سقطت… فهل ماتت معها عقلية التقديس واستعاد الشعب قصره؟
في النهاية، يبدو أن سوريا تعيد كتابة قصتها، لكنها تحتاج إلى قلم جديد، قلم حرّ وشجاع، لا يكتب أسماء قادته على جدران المدارس أو تماثيل الحدائق، بل يترك المساحات فارغة لأحلام الشعب. حلمنا الآن ليس مجرد إزالة اسم الأسد من القصر أو سواه، بل أن تُزال الفكرة نفسها: فكرة أن القصور ملك للحكام والشعب ملك للأرصفة.
صناعة النصر في غرفة الأخبار!
"قواتنا الباسلة تواصل تقدمها العظيم، ساحقةً العدو، مدمرةً أوكاره، ورافعًا راية النصر على كل الجبهات!"
حين تصرخ الأبواق!
في زاويةٍ من زوايا الأرض، كانت هناك مدينة صغيرة، بالكاد تظهر على الخرائط، لكنها كانت تملأ نشرات الأخبار يوميًا. "المدينة الصامدة"، كما أطلق عليها إعلام السلطة، قيل إنها نموذج للثبات والشجاعة، حتى أن المذيعين كانوا يرددون بفخر: "هنا تُصنع الأساطير".
