قد تكون لاحظت، وأنت تستمع إلى الراديو أو تتصفح قوائم الموسيقى، أن هناك موجة من الأغاني تتدفق مثل سيل لا ينتهي، أغانٍ تتحدث عن الحب أو الفراق، الحزن أو الشوق، لكنك سرعان ما تكتشف أن الكلمات مكررة والألحان مستنسخة، وكأنها صادرة من نفس القالب. وهنا تكمن المعضلة؛ عندما تُقدَّم هذه الأعمال باعتبارها "فنًّا" بينما هي في الواقع مجرد نسخ باهتة تفتقر إلى الإبداع.
كيف أصبح الذوق الفني العربي يُقاس بـ’بقة’ و’الحاصودي’!
في زمن مضى، كان الذوق الفني العربي يُقاس بتلك اللحظات الساحرة التي تأخذنا فيها فيروز إلى جبال لبنان مع "كان عنا طاحونه"، أو حينما يغمرنا عبد الوهاب وأمك كلثوم بـ"أنت عمري". كانت الموسيقى ملاذًا للأرواح، والكلمات زادًا للعقول. ولكن اليوم، نحن في عصر جديد، عصر "بقة" و"الحاصودي"، حيث الكلمات بلا معنى والألحان مجرد صدى لآلات الجرّار!
