“الخالد” القابل للتآكل.. الذهب يصدأ، لكن الكرامة لا تفعل!

مع الوقت، قرر الحاكم أن جسده الفاني لم يعد لائقًا بعظمته الأبدية. كيف يمكن لجلد وعظم أن يتحمل روحًا نقية كهذه؟ الحل كان بسيطًا بعبقريته: "سأصبح تمثالًا من الذهب!" قال بفخر. وأضاف مبتسمًا: "سأكون حاضرًا في كل الساحات، وستعبدونني إلى الأبد."

عيواظ في بلاد الغرائب!

استيقظ عيواظ من صدمته، ليجد نفسه في مكان يعج بالمخلوقات العجيبة. السماء كانت بلون أخضر، والأشجار تنبت أكوابًا مليئة بالشاي الساخن. كانت الطرق تلتوي وتتحرك وكأنها تتلاعب بمن يمشي عليها. "ما هذا المكان؟ هل هو حلم؟" تساءل عيواظ. ظهر الأرنب الأسود مجددًا وقال: "مرحبًا بك في بلاد الغرائب! لكن انتبه، هنا لا شيء كما يبدو." قبل أن يرد عيواظ، اختفى الأرنب كعادته.

قصة قصيرة: قرار في منتصف الطريق!

تبدأ أولى السيالات العصبية بالتحرك من الجزء المسؤول عن القرارات السريعة: "التقط المال الآن، بسرعة! قبل أن يلاحظه أحد!"، اليد تتحرك تلقائيًا نحو الأرض، تستعد لالتقاط الحزمة. "لماذا تتردد؟ إنها فرصة لن تتكرر!"، لكن فجأة، تأتي سيالة عصبية أخرى معارضة: "انتظر! ماذا تفعل؟ هل أنت لص؟ هذه النقود ليست لك. اتركها في مكانها!"، اليد تتوقف فجأة وكأنها تلقت صدمة، وتتراجع للخلف.

قصة قصيرة: خلف ضجيج الأمواج

تتداخل في ذهن نزار ذكريات مشرقة وأخرى قاتمة، تعيد تشكيل فصول حياته أمامه كأنها عرض أخير. استذكر لياليه في دمشق عندما كان يلقي الشعر في مقاهي باب توما ويعانق أصوات التصفيق، واستذكر بغداد بنهرها العظيم حيث شارك في أول مسرحية تراجيدية له. استحضر القاهرة، المدينة التي كانت شاهدة على خيباته الكبرى، وكيف تبدلت الأحلام فيها إلى سراب، وكيف أضاع فيها حب حياته بسبب غروره.

قصة قصيرة: الحصرم الشامي

في أحد أزقة دمشق القديمة، تلك الأزقة التي تتنفس التاريخ وتختنق باليأس، بطلنا، نادر، شابًا نحيلًا، يطارد أحلامًا أكبر من الحارات الضيقة التي تحتضن بؤس المدينة. كان يردد بينه وبين نفسه: "سأكون أكثر من مجرد ظل في هذه الحياة، سأقطف عنقود النجاح مهما كانت الأرض بورًا". لكن نادر لم يكن يعلم أن هذه الأرض تطرح فقط الحصرم، حصرم مرّ من صنع العيش والقمع.