جلس يملأ استمارة التوظيف كمن يدوّن اعترافًا متأخرًا. في خانة "الوظائف السابقة" كتب دون تردد: معتقل سياسي (2013 – 2016) نازح محترف (2016 – 2018) عامل نظافة في دولة لا تحبني (2018 – 2020) مسؤول قسم البقاء في خيمة تابعة للأمم المتحدة (2020 – 2022) وفي خانة "المهارات" كتب: القدرة على النوم وسط القصف الهروب من المخابرات دون لفت الانتباه التفاوض مع الجنود بلغة النظرات تحويل الكوابيس إلى نكتة قابلة للنشر وفي الهوايات: تذكر كل شيء… رغم الرغبة بالنسيان الانتظار الطويل دون سبب قراءة وجوه الناس بدلًا من كتب التنمية الذاتية بعد دقائق، وصله الرد الرسمي: "نشكرك على اهتمامك، نبحث عن مرشح يمتلك روح الفريق ويجيد العمل تحت الضغط." ابتسم، وقال: "كنت أشتغل تحت القصف وبيحكوا عن الضغط.. بس يمكن فعلاً عندهم حق ما عندي روح الفريق، لأن الفريق كله مات."
قصة قصيرة – المستور: ما كان مستقبلاً… صار حاضرًا
في زاوية مدينة صغيرة، حيث الحياة تسير على وتيرتها المملة، ظهرت جريدة جديدة فجأة. اسمها كان بسيطًا وغريبًا: "المستور". على واجهتها شعار غامض: "المستور: ما كان غدًا... صار اليوم". لا أحد يعرف من أين جاءت، ولا من يملكها، لكنها سرعان ما جذبت الأنظار. كان السبب بسيطًا ومثيرًا: الجريدة تنشر أخبار المستقبل.
هل ستستيقظ يومًا؟
كانت فكرة السفر عبر الأحلام أشبه بثورة. شركة "DreamScape" وعدت زبائنها بمغامرات لا مثيل لها: العيش في عوالم خيالية، مقابلة أحبائهم في الأحلام، أو حتى إعادة عيش ذكريات قديمة. "رحلاتنا آمنة تمامًا"، كان هذا هو الشعار الذي صدقه الجميع.
الحافلة التي لا تصل!
لوحة معدنية صدئة، مقاعد مهترئة، وظل شجرة جاف كأنما فقد الحياة، وسط بلدة يلفها الضباب من كل جانب. أصبح موقف الحافلات هذا رمزًا للانتظار الذي لا ينتهي. لا أحد يذكر متى بدأ الناس يتوافدون عليه، لكن الجميع يعرف السبب: كانوا ينتظرون الحافلة رقم 42.
بطاقة النوم الذكية: حرمان تحت السيطرة
في بداية العام الجديد، أطلقت الحكومة مشروعًا ثوريًا أطلقت عليه اسم "وزارة النوم الوطنية". كان البيان الرسمي مفعمًا بالكلمات الرنانة: "من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية، ومنع الهدر في ساعات النوم، تقرر تنظيم نوم المواطنين."
المرأة التي باعت ظلها!
"يمكنني أن أعطيكِ كل ما تريدينه. المال، الشهرة، النفوذ... كل شيء." توقف الغريب للحظة، ثم أضاف: "لكن في المقابل، أريد ظلكِ."
