“عيب”: الكلمة التي صاغت أخلاقنا وأثقلت حريتنا

منذ اللحظة الأولى التي يبدأ فيها الطفل باستكشاف العالم، تأتي كلمة "عيب" كتحذير دائم: "لا تفعل هذا، إنه عيب"، "لا تقل هذا، عيب"، "لا تلبس هكذا، عيب". وهكذا تتراكم قائمة طويلة من "الممنوعات" التي لا تشرح عادة، بل تُفرض كمسلمات لا تقبل النقاش.

كيف شكّلتنا ثقافة العيب منذ الصغر؟

منذ طفولتنا المبكرة، كنا نسمع كلمة "عيب" تتردد في كل مكان، كصوت خفي يرافق كل تصرف نفعله أو نفكر فيه. كلمة بسيطة، لكنها تحمل في طياتها ثقل المجتمع وتوقعاته، وتعمل كسلاح يستخدمه الكبار لتوجيه الصغار نحو ما هو "مقبول" وما هو "مرفوض". هذه الكلمة لا تمثل مجرد تصحيح سلوكي، بل هي أداة للتشكيل النفسي العميق، الذي يترك أثره في ذواتنا ويدفعنا إلى اتباع سلوكيات قد تكون بعيدة عن حقيقتنا.