حيّ الدهشة: الرواية التي تنتصر للمرأة بالدهشة والبوح

لقد كسرت مها حسن في هذه الرواية خطاب الاستعطاف المكرّس عن الأنثى العربية، ورفضت أن تجعل القارئ يشفِق على البطلة. بل جعلته يقف أمامها، يُحاورها، يراها نِدًا، ويتأمل تعقيداتها كما يتأمل نفسه. إنها بطلة لا تنتظر الإنقاذ، بل ربما – على غرار نساء نوال السعداوي أو غادة السمان – تُنقذ النص نفسه من رتابة الذكورة السائدة فيه.

عن الهويات الضائعة والحريات المبتورة:  جولة في عالم القتيلة رقم 232

تُعد رواية "القتيلة رقم 232" للكاتبة اللبنانية جمانة حداد، الصادرة عن دار "هاشيت أنطوان - نوفل" عام 2022، عملاً أدبياً جريئاً يتناول بأسلوبٍ متفرد تبعات انفجار مرفأ بيروت وأثره العميق في النفوس وحيوات الشخصيات. تُعيد حداد في هذه الرواية خلق مشهد مدينة تنزف تحت وطأة الكارثة، مسلطة الضوء على الشروخ الاجتماعية والنفسية التي خلفها الانفجار. بأسلوبٍ سرديّ أشبه بتقنيات السينما، تأخذنا حداد في رحلة عاطفية تكاد تُشبه مقاطع سينمائية متقطعة، تُحاكي الأحداث من زوايا مختلفة، ما يمنح القارئ إحساسًا بالتشابك والمأساة، ويضعه في عمق التفاصيل التي يتردد صداها عبر شخصيات مثل "هند" و"ميشا".

فواز حداد يقتحم المحظورات السورية: النظام هو الله!

في روايته "الشاعر وجامع الهوامش"، الصادرة عام 2017، يتناول فواز حداد بجرأة حالة المثقفين السوريين الذين أصبحوا أدوات في يد النظام. فهو يصفهم بالقول: "المثقفون متوافرون بكثرة... الحاجة إليهم متواضعة... يؤدلجون العمالة للنظام على أنها امتياز تبرره الوطنية." بأسلوبه الساخر، يُظهِر حداد كيف أن المثقفين، رغم ضعف تأثيرهم وسوء تقديرهم لذواتهم، يخدمون السلطة إما بالسر أو العلن مقابل مكافآت زهيدة.