لن تصدق من هي..
طائفة الضحية: عندما يصبح للدم هوية!
في هذا العالم، لم يعد الظلم مجرد ظلم، ولم يعد القتل مجرد قتل. صار للضحايا تصنيفات، وللألم مقاييس، وللدم ألوان تحددها الطوائف والانتماءات السياسية. فهناك من يستحق الرثاء والبكاء، وهناك من يُطالبوننا بالصمت عن مأساتهم، فقط لأنهم ينتمون إلى "الطائفة الخطأ"! حين قصف النظام المدن، وقام باعتقال وتعذيب وقتل عشرات الآلاف، كانت بعض الأبواق تُبرر وتقول: "لكنهم إرهابيون"، متجاهلين أن بين المعتقلين أطفالًا وأكاديميين وناشطين سلميين. وعندما ارتكبت بعض الفصائل مجازر انتقامية، خرجت أصوات أخرى تبرر: "لكنهم شبيحة". وهكذا، لم يعد القتل مدانًا بحد ذاته، بل صار خاضعًا لميزان القوة السياسية والطائفية، وصار موت البعض بطولة، وموت آخرين مجرد "تفاصيل".
نجمة لم تبع نفسها.. سوسن أرشيد: حين تكون البطولة موقفًا لا دورًا
حين يكون الموقف أهم من المصالح، والكرامة أثمن من النجومية، يظهر الفرق الحقيقي بين الفنان الذي يحمل قضية، والآخر الذي يتحول إلى بوق دعائي لنظام مستبد. بين أولئك الذين وقفوا مع الحقيقة، والذين باعوا أرواحهم في سوق الولاء، تبرز سوسن أرشيد كواحدة من الأسماء التي بقيت نظيفة، لم تُلوثها حسابات المكاسب والخسائر، ولم تركع تحت سطوة الترهيب والترغيب.
سوريا بين السلاح والحوار: ضرورة الانتقال من الصراع إلى السياسة
علينا أن نوقف نزيف الدم، وأن نبحث عن آلية للحوار تتيح لنا تجاوز هذه المرحلة العنيفة. لا بد أن ننتقل من صراع السلاح إلى صراع الأفكار، حيث يكون الاختلاف في الآراء جزءًا من الحياة السياسية، لا مبررًا للقتل. يجب أن نؤسس لبلد تكون فيه السلطة خيارًا ديمقراطيًا، وليس خيار الأقوى.
بعد زوال الديكتاتورية… “عنب بلدي” تطبع في دمشق وتنتصر للإعلام الحر!
بعد سنوات من النفي القسري والاضطهاد، تعود جريدة "عنب بلدي" إلى سوريا، حاملةً معها روح الثورة التي انطلقت منها عام 2011، ولكن هذه المرة من قلب العاصمة دمشق. لم تعد الصحيفة التي بدأت من قبل داريا في ريف دمشق، وانتقلت إلى خارج الحدود، مجرد وسيلة إعلامية منفية، بل أصبحت رمزًا لانتصار الصحافة المستقلة بعد زوال نظام الأسد الديكتاتوري، مع إعادة إصدار أعدادها الجديدة مطبوعةً داخل سوريا.
هل نحن مخلوقات خارقة؟ السوريون شعب عصي على الانقراض!
إذا كنت سوريًا، فمن المحتمل أنك نجوت من كوارث تكفي لإبادة ثلاث حضارات على الأقل، لكنك ما زلت هنا، تقرأ هذا المقال، وربما تضحك على المأساة كما اعتدت دائمًا. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم ننقرض بعد؟ كيف استطاع السوري أن ينجو من الحروب، والتضخم، والطوابير التي تمتد من دمشق إلى حدود الزمن، ومع ذلك يواصل حياته وكأن شيئًا لم يكن؟
