القصر الذي كان يُعتقد أنه حصنٌ منيع، يتحصن خلفه الأسد وعائلته، لم يصمد أمام لحظة الحقيقة. وبينما كان الناس يتجولون بين غرفه المزخرفة ومقتنياته الفاخرة، وجدوا ما لم يتوقعوه: صور بشار وإخوته بالكلاسين. صورٌ بدت وكأنها تقول: "لقد كنا نخفي أكثر مما نُظهر." وكأن القصر نفسه قرر أن ينتقم من ساكنيه بتعرية أسرارهم أمام الجميع.
تماثيل الأسد سقطت… فهل ماتت معها عقلية التقديس واستعاد الشعب قصره؟
في النهاية، يبدو أن سوريا تعيد كتابة قصتها، لكنها تحتاج إلى قلم جديد، قلم حرّ وشجاع، لا يكتب أسماء قادته على جدران المدارس أو تماثيل الحدائق، بل يترك المساحات فارغة لأحلام الشعب. حلمنا الآن ليس مجرد إزالة اسم الأسد من القصر أو سواه، بل أن تُزال الفكرة نفسها: فكرة أن القصور ملك للحكام والشعب ملك للأرصفة.
كيف تحولت النكتة إلى أطروحة فلسفية؟
هناك نوع غريب من البشر، لن تسعدهم الضحكة العفوية، ولا تلك اللحظة السحرية التي تجعلنا نطلق ضحكة من القلب على نكتة بسيطة. هؤلاء لديهم مهمة أعظم: تشريح النكتة تحت عدسات الفلسفة، كأنها نص مقدس يحتاج إلى تفسير. والنتيجة؟ بدلاً من الضحك، تجد نفسك غارقًا في تحليل عبثي يجعل النكتة تبدو وكأنها أطروحة جامعية معقدة.
سامحناكم وفهمنا تكويعاتكن.. بس؟!
في الساعات الأخيرة، شهدت سوريا موجة غير مسبوقة من "التكويع"؛ شخصيات فنية وإعلامية وسياسية ورياضية، كانت في الأمس القريب تسير في ركب النظام، تتغنى به، وترى في الأسد رمزًا لا يُمس، أصبحت فجأة تتحدث عن الحرية وتصف من دافعت عنه بالدكتاتور والمجرم.
حكاية شعب محاصر بالخوف والسعادة.. سوريا والحاجة إلى سلام حقيقي لا سلامًا مسلحًا
السوريون يعيشون حالة مزدوجة من الفرح والخوف. الفرح بأي خطوة تُضعف النظام أو تفتح نافذة للتغيير، والخوف من الفصائل المسلحة، فبعضها يحمل أجندات لا تتماشى مع تطلعات الشعب السوري لحياة حرة وديمقراطية. لكن، حين يكون البديل هو الأسد، يصبح الخيار بالنسبة للبعض مثل التحالف مع أياً كان لإسقاط الشيطان الأكبر.
كهف اللامبالاة: الزاوية المظلمة في العقل وصناعة السجن بالصمت
في زاوية مظلمة من عقول البعض، يوجد كهف هادئ. كهف لا تصله صرخات المظلومين، ولا تصل إليه روائح الفساد المستشري. إنه الكهف الذي يهربون إليه كلما اشتدت الأزمات، حيث تُطفأ الأضواء، وتسكت الأصوان، ويُغلق الكهف بصرخة ضخمة منعاً لعبور أي شيء إلى الداخل، وتبرر لنفسك هذا الاغلاق والعتمة والسكون: "أنا مجرد شخص بسيط... السياسة ليست لي!"
