دليل البقاء للمواطن في الأزمات

في أوقات الأزمات، تتغير قواعد اللعبة، ويصبح البقاء مسألة إبداع يومي أكثر مما هو مجرد انتظار الفرج. المواطن البسيط، المتشبع بروح التحدي وسعة الحيلة، يدخل حلبة الصراع مع الأزمة ليس فقط برغبة البقاء بل بالقدرة على استعراض مواهبه في التأقلم والابتكار. دعونا نأخذ جولة ساخرة في "ليل البقاء"، حيث نقص الأساسيات كالوقود والماء والكهرباء يفتح باباً لعصر جديد من اختراع الحلول اليومية.

نساء سوريا: أيقونات الثورة وصناع الكرامة

مي سكاف، أيقونة الحرية والكرامة، جسدت في حياتها وبعد رحيلها رمزية المرأة السورية التي لا تنحني. عبارتها الخالدة: "إنها سوريا العظيمة، وليست سوريا الأسد" لم تكن مجرد كلمات، بل كانت مانفيستو للثورة وروحها. دفعت مي ثمنًا باهظًا من روحها وراحتها الشخصية، لكنها بقيت مخلصة لصوت الشعب. وفدوى سليمان، الفنانة العلوية الشجاعة، كسرت جدران الطائفية بجرأة، وصاحت بصوتها الحر أن الظلم لا دين له ولا طائفة، متحديةً خطر النظام وقيود المجتمع. سوسن أرشيد، نجمةٌ رفضت أن تكون أسيرة الأضواء السطحية، واختارت أن تقف في صف الحقيقة مهما كلفها ذلك من خسائر مهنية وشخصية. كانت في ميدانٍ غالبًا ما يساوم الموقف على النجومية، لكنها وقفت بإصرار ووضوح ضد الظلم. ولا يمكن أن نغفل عن إيناس حقي وريم علي ولبانة قنطار وواحة الراهب ومها حسن، اللواتي أضأن بشجاعتهن زوايا مظلمة في المشهد السوري، وتحدين السرديات القمعية بنضالهن. صوت رشا رزق ظل نشيدًا للأمل والحب، لكنه في الوقت نفسه كان مرثاة للأطفال الذين سقطوا في سوريا، ورسالة رفضٍ مدوية ضد السكوت على الظلم. يارا صبري، في مواقفها النبيلة، لم تتوقف يومًا عن المطالبة بالمعتقلين، تضيء بصوتها مساحات العتمة وتعيد الأمل لعائلات أُطفئ نورها. ولا يمكن الحديث عن نساء سوريا العظيمات دون ذكر رزان زيتونة، أيقونة الحقوق الإنسانية، وسميرة خليل، المقاتلة بصمت ضد القمع، وسمر يزبك، التي استخدمت قلمها كسيف يواجه الطغاة. سهير الأتاسي، التي لم تتردد يومًا في الوقوف في الصفوف الأمامية، وبسمة القضماني، التي لعبت دورًا بارزًا في المنصات الدبلوماسية رغم التعقيدات. ربى حبوش، التي استمرت في النضال من أجل الحرية والكرامة في الداخل والخارج.

لبانة قنطار.. صوت الحرية الذي ارتفع فوق ضجيج القمع وسيمفونية التطبيل

في هذا المناخ المشوه، تصدر المشهد فنانون مثل علي الديك وأغانٍ مثل "الحاصودة"، ليتم استبدال الفن الراقي بخطاب رخيص ومبتذل يخدم السلطة. أما الأصوات الحرة التي رفضت السير في هذا الطريق، مثل الفنانة لبانة قنطار، فقد دفعت ثمن استقلاليتها، وتم إقصاؤها عن المشهد الفني، تاركة فراغًا كبيرًا في عالم الموسيقى السورية.

المسرح في زمن الحرية: الأخوان ملص والانتصار على القمع

سيسجل التاريخ بأن عرض الأخوين ملص كان أول عرض مسرحي تشهده سوريا بعد التحرير من نظام الطاغية. مشهد الصالة التي امتلأت بالحضور كان رسالة واضحة: الناس هنا للاحتفال بالحرية، وللتأكيد أن المسرح، أبو الفنون، لا يمكن أن يموت. هو النافذة التي تنقل الحكايات، والأداة التي تعيد تشكيل الوعي، والساحة التي تلامس فيها الكلمات الأرواح. هذا الحضور الكثيف لم يكن مجرد دعم لفناني العرض، بل كان تصويتًا شعبيًا على أهمية الفن في زمن الحرية.

“عيب”: الكلمة التي صاغت أخلاقنا وأثقلت حريتنا

منذ اللحظة الأولى التي يبدأ فيها الطفل باستكشاف العالم، تأتي كلمة "عيب" كتحذير دائم: "لا تفعل هذا، إنه عيب"، "لا تقل هذا، عيب"، "لا تلبس هكذا، عيب". وهكذا تتراكم قائمة طويلة من "الممنوعات" التي لا تشرح عادة، بل تُفرض كمسلمات لا تقبل النقاش.

هل تحتاج الشهادة؟ أم تحتاج رقم خال المدير؟… الشهادة الجامعية: وثيقة “للعرض فقط” في عالم الواسطة والعلاقات

لشهادة الجامعية ليست بلا قيمة تمامًا، فهي مفيدة إذا كنت تحتاج إلى شيء لتثبته على الحائط بجانب صورة العائلة. أما إذا كنت تريد وظيفة أو فرصة حقيقية، فقد تحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجيتك. لأن السؤال الأهم في هذا العصر لم يعد "ماذا درست؟"، بل "من تعرف؟"