حيّ الدهشة: الرواية التي تنتصر للمرأة بالدهشة والبوح

لقد كسرت مها حسن في هذه الرواية خطاب الاستعطاف المكرّس عن الأنثى العربية، ورفضت أن تجعل القارئ يشفِق على البطلة. بل جعلته يقف أمامها، يُحاورها، يراها نِدًا، ويتأمل تعقيداتها كما يتأمل نفسه. إنها بطلة لا تنتظر الإنقاذ، بل ربما – على غرار نساء نوال السعداوي أو غادة السمان – تُنقذ النص نفسه من رتابة الذكورة السائدة فيه.

رواية الغريب لعبدالله الدليمي: حين تصبح النهاية قدراً لا تفسير له

في زمن تعج فيه الرفوف بروايات الجريمة المعلّبة والمكرّرة، تأتي رواية الكاتب الكويتي عبدالله الدليمي «الغريب: كيف تكون قاتلاً بلا جريمة؟» كمحاولة لخرق النمط وتفكيك مفاهيم العدالة والقدر والصدمة من منظور وجودي غامض، حيث لا تكون الجريمة جريمة، ولا يكون القاتل قاتلًا، بل مجرد انعكاس لواقع لا يتحكّم فيه أحد.

راوية لو لم يكن اسمها فاطمة… حين تصبح المرأة استعارة لوطنٍ منسي! 

في زمن تغيب فيه الحقيقة خلف ضباب السياسة، وتُختصر فيها الحكايات بأيديولوجيات فظة، تبرز رواية "لو لم يكن اسمها فاطمة" للكاتب السوري خيري الذهبي كعملٍ أدبيٍ مغاير، يعيد تعريف السرد الروائي بوصفه وسيلة لتفكيك الواقع وإعادة تأمله. ليست الرواية مجرد سيرة لامرأة تدعى فاطمة، بل هي تفكيك للهوية، والذاكرة، والوطن، عبر شخصية امرأة تُختزل في رمز وتُنسى ككائن بشري حيّ.

رواية 208 لعامر حمدان: سردية الألم والمقاومة داخل جدران الصمت

في روايته الأولى "208"، يغوص الكاتب الفلسطيني عامر حمدان في عوالم الهامش، ليصوغ حكاية امرأة تنفجر في وجه البؤس والخذلان والعنف الذكوري، وتدخل قسرًا عالَم "المدانات". لكنه لا يكتفي بذلك، بل يبني من هذا الحطام نصًا إنسانيًا جريئًا يضرب عميقًا في قضايا الجندر، العدالة، والمجتمع العربي المحافظ.

“بين غربتين” لمريم فرح: غربة تُروى بلغة القلب

رواية "بين غربتين" للكاتبة مريم فرح تضعنا أمام تجربة وجدانية صادقة، تحاول فيها البطلة أن تفهم ذاتها وهي تتأرجح بين مكانين، وثقافتين، وانتماءين. ليست الغربة هنا مجرد انتقال جغرافي، بل حالة شعورية عميقة، تسكن الجسد واللغة والذاكرة.

ضبي غراضك: صرخة ضد النسيان وسرد الألم المغيّب.. وحين يصبح التاريخ أنثى مغيّبة!

صدر كتاب "ضبي غراضك: معتقلات بلا أثر" للصحفية والناشطة في حقوق الإنسان منى عبود في أواخر عام 2024، وكأنه كان يستبق سقوط النظام الأسدي الذي ظل لعقود يمارس الإخفاء القسري كأداة للقمع والترهيب بحق السوريين. والآن، بعد انهيار آلة الاستبداد، يصبح هذا الكتاب أكثر من مجرد وثيقة توثيقية؛ بل هو شهادة حية على الألم والخذلان والتاريخ المنسي للنساء السوريات اللواتي قادهن قدرهن إلى زنازين النظام دون أثر.