شهادتي مجروحة بالصديق غطفان غنوم، لا لأنني أعرفه فقط، بل لأنني أعرف طبقة المخرجين الذين ينتمي إليهم: أولئك الذين لا يلتقطون الصورة بوصفها شكلًا، بل بوصفها محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الذاكرة. مخرج يقترب من الحياة بقلقٍ صافٍ، وبنفسٍ تائهة تبحث دائمًا عن مكان لوضع الحقيقة قبل أن يُعاد طمسها. ومع ذلك، وحتى لو جرّدت علاقتي الشخصية به، يبقى فيلمه «الابن السيّئ» تحفة وثائقية ثقيلة الوزن، لا تُشاهد بعينٍ مرتاحة ولا تمرّ مرورًا عابرًا. فيلم يعرف تمامًا ما يقول، ويعرف كيف يوجّه المشاهد نحو تلك المنطقة المؤلمة التي يهرب منها الجميع.
الاستقطاب والاستقطاب المضاد: حين يتحوّل الرأي إلى خندق
لم يعد العالم ساحة نقاش، بل ساحة قتال أفكار. كل منشور معركة، وكل تعليق رصاصة، وكل رأي قنبلة موقوتة. في زمنٍ لم يكن بعيدًا، كان الناس يختلفون ليكتشفوا الحقيقة، أمّا اليوم فهم يختلفون ليقتلوا الحقيقة ثم يحتفلوا بجنازتها.
التفاهة بوصفها أيديولوجيا… صناعة الرداءة العربية من المنابر إلى المنصات
يقول آلان دونو في كتابه عصر التفاهة إن العالم صار يُدار اليوم بمنطق "المتوسط": لا عباقرة ولا مبدعين ولا حتى حمقى كبار، بل مجرد كائنات رمادية تمسك زمام الأمور. الرجل كان يتحدث عن الغرب، عن الديمقراطيات التي تحوّلت إلى كارتلات بيروقراطية تُقصي كل استثناء. لكن لو مدّ رأسه قليلًا نحو منطقتنا، لابتسم ابتسامة صفراء وكتب جزءًا ثانيًا بعنوان: التفاهة العربية.. من الهواية إلى الاحتراف، ومن الاحتراف إلى البطولة، ومن البطولة إلى المجد القومي.
الوطن بالأقساط… ادفع واستلم كيانك!
وإذا ما مشي الحال، منعملها مزاد وطني شامل: مين بده كيان مستقل؟ 🙋♂️ مين بده لا مركزية جيو-ستراتيجية؟ مين بده جمهورية فيدرالية بثلاث نكهات وخمس أعلام؟ أعلى سعر بيرسو عليه الوطن… وبدون ضمان ما بعد البيع!
الإعلام كقوة ناعمة: الرياضة والثقافة في معركة النفوذ العالمي
في عالمٍ يتغير بسرعة، لم تعد القوة الصلبة كافية لتفرض دولة نفسها. السلاح والاقتصاد لم يعودا وحدهما اللاعبَين الأساسيَّين في معادلة النفوذ، بل برزت القوة الناعمة كأداة استراتيجية لتشكيل العقول والقلوب عبر الإعلام، الرياضة، والفن. الدول التي فهمت هذا مبكرًا أصبحت تصوغ روايتها للعالم، بينما بقيت أخرى على الهامش، تتفرج على منافسة لا تقل شراسة عن الحروب العسكرية.
كيف نصنع مجرمًا؟ من الضحية إلى القاتل في خمس خطوات
الخطوة الأولى: الصفع في الحادية عشرة، كان سامر يقف بطابور الخبز عندما صفعه عنصر الأمن لسبب لم يفهمه. سقط على الأرض، لكن أكثر ما أوجعه لم يكن الألم، بل ضحكة الرجل خلفه. في تلك اللحظة، وُلد في داخله إحساس غامض بأن العالم لا يعبأ بعدل أو منطق، بل بالقوة وحدها.
