جلس يملأ استمارة التوظيف كمن يدوّن اعترافًا متأخرًا.
في خانة “الوظائف السابقة” كتب دون تردد:

  • معتقل سياسي (2013 – 2016)
  • نازح محترف (2016 – 2018)
  • عامل نظافة في دولة لا تحبني (2018 – 2020)
  • مسؤول قسم البقاء في خيمة تابعة للأمم المتحدة (2020 – 2022)

وفي خانة “المهارات” كتب:

  • القدرة على النوم وسط القصف
  • الهروب من المخابرات دون لفت الانتباه
  • التفاوض مع الجنود بلغة النظرات
  • تحويل الكوابيس إلى نكتة قابلة للنشر

وفي الهوايات:

  • تذكر كل شيء… رغم الرغبة بالنسيان
  • الانتظار الطويل دون سبب
  • قراءة وجوه الناس بدلًا من كتب التنمية الذاتية

بعد دقائق، وصله الرد الرسمي:
“نشكرك على اهتمامك، نبحث عن مرشح يمتلك روح الفريق ويجيد العمل تحت الضغط.”

ابتسم، وقال:
“كنت أشتغل تحت القصف وبيحكوا عن الضغط.. بس يمكن فعلاً عندهم حق ما عندي روح الفريق، لأن الفريق كله مات.”

أضف تعليق