مبروك! لقد وقعت في الفخ الذي نُصب لك بإتقان!
ظننت أنك على وشك اكتشاف فضيحة من العيار الثقيل، أليس كذلك؟ ربما كنت تتوقع صورًا مسرّبة أو تسريبًا صادمًا يغير مجرى حياتها المهنية! لكن الحقيقة أنك ضحية واحدة أخرى لظاهرة “التصيد الصحفي”، حيث تُستخدم الإثارة الرخيصة كطُعم لجذبك إلى محتوى لا يمتّ للعنوان بأي صلة.
إن لم يكن الرابط الذي نقرت عليه يأخذك إلى فيروسات أو إعلانات مزعجة، فغالبًا سيحملك إلى مقال فارغ المحتوى، مليء بالتكهنات والأكاذيب، أو قصة لا علاقة لها بما تم إيهامك به في العنوان. كما فعلتُ بك الآن في هذا المقال… ربما ستتهمني بمحاولة زيادة الترافيك على موقعي أو جذب المزيد من المشاهدات، وقد يكون ذلك صحيحًا! لكن الهدف الحقيقي هنا ليس خداعك، بل فتح عينيك على الخداع الذي تتعرض له يوميًا.
ما قرأته للتو ليس سوى انعكاس لما تفعله المواقع الإخبارية المشبوهة بك في كل مرة، حيث تُلقى لك عناوين ملغومة بالإثارة، فتنجذب إليها بلا مقاومة، لتجد نفسك أمام محتوى ضعيف أو مضلل أو حتى خبر مختلق بالكامل. الفرق الوحيد بيني وبينهم؟ أنا أخبرك بالحقيقة الآن… وهم لن يفعلوا ذلك أبدًا.
كواليس الأخبار المفبركة: عندما تتحول الصحافة إلى مسرح خيال
📌 “النجمة الفلانية تُضبط متلبسة بالخيانة.. لن تصدّق من كان معها!”
ما إن تدخل إلى المقال حتى تكتشف أن “الخيانة” ليست سوى مشهد تمثيلي من فيلم جديد، أو لقاء بريء مع زميل لها، ولكن لا بأس، فقد حقق الموقع آلاف النقرات قبل أن تكتشف الحقيقة.
📌 “ممثلة شهيرة تنهار باكية بعد تسريب فيديو فاضح!”
الواقع؟ الفيديو ليس إلا مقابلة تلفزيونية قديمة تظهر فيها النجمة وهي تدمع أثناء حديثها عن طفولتها القاسية، لكن من يكترث للحقيقة عندما يكون بالإمكان تحريفها لجذب المشاهدات؟
📌 “شاهد قبل الحذف.. صور حصرية للنجمة بالبكيني في وضع غير لائق!”
لكن بعد دقائق من التصفح، تكتشف أن الصورة لم تُلتقط خلسة، بل هي منشورة على حسابها الرسمي أثناء عطلتها الصيفية، والـ”وضع غير اللائق” لم يكن سوى جلوسها على الشاطئ كأي شخص آخر!
📌 “نجم مشهور يهاجم زملاءه بعبارات نارية!”
وعند قراءة التفاصيل، تجد أنه لم يكن “هجومًا”، بل تصريحًا عابرًا حول المنافسة في الوسط الفني، لكن الصحيفة قررت أن تمنحه طابع الإثارة لجذب الانتباه.
لماذا تقع في هذا الفخ؟
✅ الفضول البشري: العقل البشري مبرمج للبحث عن الدراما والإثارة، مما يجعلنا عرضة للانجذاب نحو الأخبار الصادمة.
✅ الخداع البصري واللغوي: استخدام كلمات مثل “فضيحة”، “صادم”، “لن تصدق”، يجعل العقل يقرر النقر قبل التفكير.
✅ الخوارزميات الجشعة: مواقع التواصل تعزز المحتوى المثير للجدل، لأنه يولّد مزيدًا من التفاعل والمشاركة.
كيف تتجنب الوقوع في التصيد الصحفي؟
🛑 لا تكن مستهلكًا ساذجًا: تحقق من مصادر الخبر قبل تصديقه أو مشاركته.
🛑 افحص التفاصيل: لا تكتفِ بالعنوان، بل اقرأ المقال بحذر، فالتلاعب يكمن في التفاصيل.
🛑 اسأل نفسك: لماذا يُدفع هذا الخبر أمامي؟ ربما لأن الموقع يريد فقط رفع نسبة التفاعل، لا أكثر.
في المرة القادمة التي ترى فيها عنوانًا مثل:
🔴 “فيديو فاضح يُسرب لنجمة مشهورة.. احذر من مشاهدته!”
تذكّر أنك أمام حيلة تسويقية رخيصة، والشيء الوحيد الفاضح فيها… هو انخداعك بها!
