الشام في الذاكرة الجماعية: بين الحنين والانتماء

لطالما كانت الشام أكثر من مجرد مدينة. هي رمز للهوية والانتماء، ومصدر إلهام للشعراء والأدباء. يقول نزار قباني:

“دمشق، يا كنز أحلامي ومروحتي **أشكو العروبةَ أم أشكو لك العربا”

هذا البيت الشعري ليس مجرد كلمات، بل شهادة حب ووجع تختزل كيف تحولت الشام إلى معقل للذكريات وملاذ للروح، مهما كانت التحديات. من سوق الحميدية إلى الجامع الأموي، ومن بيوت القيمرية إلى شموخ جبل قاسيون، تظل الشام حاضرة في مخيلة كل من عرفها.

الشام بين الماضي والحاضر

في الماضي، كانت الشام ملتقى للتجار والحضارات. كانت أبوابها السبعة شاهدة على عبور القوافل، محملة بالتوابل والحكايات. كانت أسواقها تضج بالحياة، ومساجدها وكنائسها تنبض بالإيمان.

أما الحاضر، فقد أثقل كاهل الشام بالصراعات والدمار. صارت شوارعها شاهدة على محنة أهلها، وأزقتها تحمل وجع التهجير والذكريات المبعثرة. لكن وسط كل هذا، لم تفقد الشام جوهرها. فالمدن العظيمة، مثل الشام، قد تنحني لكنها لا تنكسر.

الزمن كخصم وحليف

“لو الزمن ضامنا”، عبارة تختزل كيف كان الزمن أحيانًا قاسيًا على الشام. لكنه، في الوقت ذاته، كان شاهدًا على صمودها. فكل مرة حاول الزمن أن يطمس ملامحها، كانت الشام تعود أقوى، حاملةً إرثها وهويتها. من الاحتلالات القديمة إلى الكوارث الحديثة، الشام عرفت كيف تكون جسرًا بين الماضي والمستقبل.

الشام كرمز للنهضة والأمل

رغم كل ما مرت به الشام، يبقى الأمل حيًا في قلوب أهلها ومحبيها. مشاريع إعادة الإعمار ليست فقط للبناء، بل لإحياء روح المدينة. الفنانون، الشعراء، والمثقفون يسعون لرسم صورة جديدة للشام، تستعيد فيها رونقها وألقها. فالمدينة ليست فقط بيوتًا وأسواقًا، بل هي روح تمتد في كل من يحبها.

أضف تعليق