طه دسوقي وتألقه في دور نديم
نجح الممثل المصري الشاب طه دسوقي في تقديم شخصية “نديم”، الشاب خريج الحقوق المصاب بالتوحد، بشكل مميز. ورغم أن الدراما العربية والعالمية تناولت شخصيات تعاني من اضطراب التوحد مرات عديدة، إلا أن دسوقي تمكن من خلق شخصية خاصة به، بعيدًا عن تقليد أو استنساخ الأدوار السابقة. ما يجعل الأداء أكثر إبهارًا هو انتقال دسوقي من قالب الكوميديا، الذي اشتهر فيه كفنان ستاند أب كوميدي وممثل درامي كوميدي، إلى تقديم شخصية جادة ومعقدة. هذه النقلة أكدت موهبته وعمق أدائه، وأثبتت قدرته على تجاوز الحدود التي قد يرسمها الجمهور لممثل كوميدي.
فكرة ممتازة، لكن النص خذل العمل
لا يمكن إنكار أن فكرة العمل تحمل الكثير من الإمكانيات الواعدة، خاصة مع تناول موضوع حساس ومؤثر مثل التوحد في إطار درامي. ولكن للأسف، النص لم يكن على مستوى التوقعات. ربط الشخصيات والأحداث بدا ضعيفًا ومفككًا في بعض الأحيان، مما أضاع الفرصة لاستغلال إمكانيات الشخصية الرئيسية التي كانت تستحق بناءً أكثر تعمقًا وأصالة. بدلاً من ذلك، اتجه العمل نحو تكرار النمط التقليدي في العلاقات الدرامية المصرية، وهو ما جعل الأحداث متوقعة وغير ملهمة.
حوارات سطحية ومشاهد حشو
رغم وجود بعض الحوارات الجيدة، إلا أن معظمها افتقر إلى العمق والهدف. في كثير من الأحيان، بدا الحوار مجرد وسيلة لملء الوقت، دون أن يضيف شيئًا إلى تطور الشخصيات أو دفع الأحداث إلى الأمام. وبالرغم من أن العمل اقتصر على عشر حلقات، إلا أن بعض المشاهد كانت تحمل طابع الحشو، وهو أمر كان يمكن تجاوزه من خلال تصعيد درامي أكثر قوة وتركيزًا على الجوانب النفسية والإنسانية للشخصيات.
الحكم العام
في النهاية، يمكن القول إن مسلسل حالة خاصة تجربة درامية مقبولة، لكن مع نقاط ضعف واضحة في النص والبناء الدرامي. رغم ذلك، يبقى الأداء المميز لطه دسوقي نقطة الضوء الأبرز، وهو ما يجعل العمل يستحق المشاهدة، ولو فقط للاستمتاع بهذا الأداء الاستثنائي الذي يعكس قدرة دسوقي على تجاوز كل التوقعات والقيود النمطية.
أسئلة يجب طرحها:
- هل كان من الأفضل التركيز أكثر على أبعاد شخصية نديم بدلاً من العلاقات الثانوية؟
- كيف يمكن تحسين النصوص التي تتناول موضوعات حساسة مثل التوحد لتكون أكثر أصالة وعمقًا؟
بانتظار تجارب مستقبلية أكثر نضجًا من فريق العمل، ومزيد من الأدوار الجادة التي تستعرض موهبة طه دسوقي الكاملة.
