بعد سقوط النظام، يجد بعض الموالين أنفسهم في موقف حرج. سنوات من التصفيق والولاء الأعمى لم تعد تجدي نفعًا، بل أصبحت عبئًا ثقيلًا على كاهلهم.
لكن لا تقلق عزيزي الموالي، في خمسة أيام فقط يمكنك إجراء تحول جذري من “موالي مخلص” إلى “معارض شرس” يُبجل الثورة ويتحدث عن الحرية والديمقراطية. اتبع هذا الدليل لتصبح جزءًا من صفوف “الثوار الجدد”.
اليوم الأول: حرق الماضي الموالي
- أول خطوة هي التخلص من كل الأدلة التي تشير إلى موالاتك السابقة.
- امسح صورك مع المسؤولين أو أي صور تظهر فيها تصفق بجنون تحت الشمس.
- احذف منشوراتك على مواقع التواصل التي كنت تقول فيها: “سوريا بخير!” أو “بالروح بالدم نفديك يا بشار!”.
- إذا سئلت عن ولائك السابق، أنكر بشدة. استخدم عبارة مثل:
“أنا كنت مضطر، كانوا يهددوني بأرزاق أولادي!”
اليوم الثاني: تعلم مفردات الحرية والثورة
- الثائر الحقيقي يتقن الحديث عن الحرية والعدالة والديمقراطية. ابدأ بحفظ الكلمات والمصطلحات التي كنت تستهزئ بها سابقًا، مثل:
“الشعب يريد!”
“الكرامة!”
“العدالة الانتقالية!” - حاول إظهار حماسك الزائد أثناء استخدام هذه الكلمات، وأضف جملة مثل:
“كنا مخنوقين، ما كنا نقدر نتنفس!”.
اليوم الثالث: إعادة كتابة التاريخ الشخصي
- لتنجح في التحول، عليك أن تعيد صياغة قصتك الشخصية لتبدو كأنك كنت معارضًا منذ البداية.
- اختر لحظة مظلمة في حياتك وازعم أنك تعرضت للقمع بسبب موقفك “المعارض”، حتى لو كان هذا الموقف مجرد شكوى عن انقطاع الكهرباء.
- ادعِ أنك كنت تدعم الثورة سرًا. مثلاً:
“أنا كنت أوصل الغذاء للثوار بليل، ولا حدا كان يعرف!”
اليوم الرابع: التظاهر بالندم
- لتكسب قلوب الثوار الحقيقيين، عليك أن تظهر الندم العميق على “ماضيك الأسود”.
- اكتب منشورًا مؤثرًا على مواقع التواصل تقول فيه:
“اليوم، أعتذر لكل من ظلمته بكلمة أو صمت. كنت أعمى، والآن أبصر الحق!”. - أرفق المنشور بصورة لشمعة أو علم الثورة.
اليوم الخامس: الاندماج الكامل في صفوف الثورة
- احضر الفعاليات والمظاهرات، وكن في المقدمة.
- ابدأ بإلقاء الخطب الحماسية التي تنتقد النظام السابق بحماسة أكبر من الثوار أنفسهم.
- لا تنسَ أن تنتقد الموالين المتحولين الآخرين، لتثبت أنك “الأصدق” بينهم.
خاتمة: هل نجحت؟
إذا اتبعت هذا الدليل، فتهانينا! لقد أصبحت الآن “ثورجي” بدرجة امتياز. لا تقلق إذا شكك البعض بماضيك وصوفك بالمكوع، فقط استمر في الحديث عن الظلم والمعاناة وكأنك كنت أول من حمل لافتة في الثورة.
في النهاية، تذكر أن التحول ليس مجرد موقف سياسي، بل مهارة تحتاج إلى كثير من التلوّن والانتهازية، وهو ما يجيد البعض اتقانه تمامًا!
