في يومنا هذا، إذا كنت تتقدم لوظيفة وأرسلت سيرتك الذاتية متضمنة شهادتك الجامعية ودرجاتك الباهرة، ستُقابل بابتسامة باردة ورسالة شكر رسمي. أما إذا كنت قريبًا لصديق لمدير الموارد البشرية، فقد تُطلب منك مباشرةً متى يمكنك البدء. الأمر لا يتعلق بالكفاءة، بل بمن يمكنه الاتصال بالشخص المناسب في الوقت المناسب.

الشهادة: ذكرى لأيام الدراسة

الشهادة الجامعية اليوم تشبه تذكرة لحفل قديم: شيء تحتفظ به للذكرى، لكن قيمتها الفعلية انتهت منذ زمن. يمكن أن تحمل شهادتك عنوانًا رنانًا مثل “الهندسة المدنية” أو “إدارة الأعمال”، لكن فرصتها في مساعدتك أقل بكثير من رسالة WhatsApp موجهة بشكل صحيح.

عصر العلاقات العامة والوساطات

في الماضي، كان يقال إن “العلم نور”، لكن في عصرنا الحالي، يبدو أن “العلاقات هي النور”. لا يهم إن كنت عبقريًا أو حاصلًا على درجات مرتفعة، ما يهم هو من يعرفك، أو الأهم، من يعرف والدك أو عمك. في بعض الأحيان، تصبح “صلة القرابة” أكثر تأثيرًا من الخبرة والشهادة.

وظيفة الأحلام: الشهادة وحدها لا تكفي

في الواقع، أغلب الوظائف تُحسم قبل أن تُعلن. يتم تداول الفرص بين مجموعة مغلقة من الأشخاص الذين يجيدون فن “التواصل الشخصي”، بينما يتسابق الآخرون لتقديم طلبات عمل تُلقى في سلة المهملات الإلكترونية. الشهادة قد تُساعدك في إقناع نفسك أنك مؤهل، لكن في عالم الواقع، يظل السؤال الأهم: “هل لديك واسطة؟”

الشهادة أم الكارت الشخصي؟

الطريف أن البعض يعتقد أن كرت التعريف الشخصي (Business Card) أصبح أكثر أهمية من الشهادة. تلك القطعة الصغيرة التي تحمل اسمك ومنصبك ووسيلة الاتصال بك قد تُحقق لك ما عجزت شهادتك المزخرفة عن تحقيقه. فالعالم اليوم يفضل “شبكة العلاقات” على “شبكة المعرفة”.

الحل؟

بدلًا من إنفاق الأموال على إطار فاخر لشهادتك، قد يكون من الحكمة استثمارها في تعلم مهارات التواصل أو حضور حفلات التعارف الرسمية التي تتيح لك بناء علاقات قوية. وربما، أن تكون قريبًا لأحد “صناع القرار” هو أفضل تدريب قد تحصل عليه.

أضف تعليق