حقوق الإنسان في الغرب تُعامل كقائمة انتقائية. اللاجئون، أولئك الذين عبروا البحار ببطون خاوية وأرواح محطمة، يُنظر إليهم كأرقام تُضاف إلى الإحصاءات أو كتهديد للثقافة الأوروبية. تُرفع الشعارات عن الكرامة الإنسانية في المؤتمرات، لكن عند الحدود، يُستقبل اللاجئون بالأسلاك الشائكة، الجدران المرتفعة، وحراس الحدود الذين يرمقونهم وكأنهم غزاة.

الصور التي تُبث من الحدود الأوروبية تكشف الحقيقة. أطفال ينامون في العراء تحت الأمطار، أمهات يبحثن عن لقمة لأطفالهن، ورجال يُعادون قسراً إلى جحيم الحروب التي هربوا منها. كل هذا يحدث في ظل صمت مريب من حكومات تدّعي أنها حامية حقوق الإنسان.

“نحن نؤمن بالمساواة”… لكن ليس في الحصص
عندما يتعلق الأمر بتوزيع اللاجئين بين الدول الأوروبية، تصبح “المساواة” مجرد كلمة فارغة. دول تحتضن الأعداد القليلة وتتباهى، بينما تُلقي العبء على دول أخرى تصارع الأزمات. يُفتح الباب قليلاً لإظهار التعاطف أمام الكاميرات، ثم يُغلق بسرعة بمجرد انتهاء العرض الإعلامي.

“الكرامة الإنسانية فوق كل شيء”… في التصريحات فقط
في الغرب، تُصاغ القوانين بعناية لضمان حقوق الإنسان. لكن عندما تُطبق على اللاجئين، تصبح القوانين نفسها أداة لتقليص حقوقهم. يُوضع اللاجئون في معسكرات مكتظة تُشبه السجون، تُفرض عليهم قيود مشددة، ويُعاملون وكأنهم عبء يجب التخلص منه بأسرع وقت.

أما قصص الموت على الحدود، فهي تُعتبر “حوادث مؤسفة” لا أكثر. يتحول اللاجئون الذين غرقوا في البحر أو تجمدوا في الجبال إلى أرقام تُستخدم لتبرير سياسات أكثر صرامة. وكأن الكرامة التي يتغنون بها تنتهي عند أول موجة بحر أو أول خطوة خارج حدود الاتحاد الأوروبي.

ازدواجية المعايير: حقوق الإنسان ليست للجميع
الأوروبيون يدافعون عن حقوق الإنسان في العالم الثالث، يُدينون الانتهاكات، ويطالبون الحكومات الأخرى بالإصلاح. لكنهم، في الوقت نفسه، يُغلقون الأبواب أمام من يبحث عن ملاذ. اللاجئون الذين يُعاملون كضيوف غير مرحب بهم، يُذكّروننا بأن حقوق الإنسان ليست سوى سلعة تُستخدم حسب الحاجة.

حقوق الإنسان: خطاب جميل وواقع بائس
المأساة الحقيقية ليست فقط في معاناة اللاجئين، بل في ازدواجية المعايير التي تحكم تعامل أوروبا مع هذا الملف. الخطابات الحقوقية التي تملأ القاعات تُناقض تماماً الممارسات التي تحدث على الأرض.

أضف تعليق