مرحبًا،
خلال الأيام القليلة الماضية، تلقيت تهديدًا صريحًا ومباشرًا بالقتل. نعم، الأمر لم يعد مجرد شتائم أو إهانات، بل وصل إلى مستوى التهديد العلني بإنهاء حياتي، ممكن نشوفو بعض الأمثلة بالتعليقات..
أنا غيث حمّور، روائي وصحفي سوري. قررت اليوم أن أتحدث معكم بوضوح وصراحة لأرد على بعض الرسائل ‘اللطيفة’ التي وصلتني مؤخرًا.
هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن أسلوب التهديد والكراهية يمكن أن يُسكت كاتبًا أو يوقف كلماته. لكن أقولها بكل وضوح: هذه الأساليب لن تخيفني ولن تجعلني أتراجع عن قناعاتي.
صدقًا، لقد اعتدت خلال السنوات الماضية على شتائم مثل ‘مرتزق’ و’مشرد’. وفي كل مرة أضحك، لأن هذه الكلمات ليست سوى انعكاس لضعف أصحابها، لكن الجديد هذه المرة هو التهديد المباشر بالقتل.
إذا كان هدفكم من هذه التهديدات هو إجباري على الصمت، أريد أن أوضح لكم شيئًا بسيطًا: أنا لم أخضع للنظام السوري عندما اعتقلني وعذبني في 2003 خلال ربيع دمشق، ولم أخضع للتهديدات التي تلقيتها طوال السنوات الماضية من متطرفين أو موالين للنظام. ولن أخضع الآن.
ما أكتبه ليس مجرد كلمات عابرة، بل هو انعكاس لقناعاتي، وهذه القناعات لن تتغير بسبب تهديدات جبانة. بل على العكس، هذه الرسائل تؤكد لي أن كلماتي تؤثر، وأنني أسير في الطريق الصحيح.
لذلك، لكل من يرسل هذه الرسائل: أنتم لا تمثلون قضية ولا فكرًا. أسلوبكم هذا يعكس فقط مدى فشلكم وإفلاسكم الأخلاقي.
أما بالنسبة لاختلاف الآراء، فهذا طبيعي ومطلوب. لكن هناك فرق كبير بين النقد المحترم وبين لغة الكراهية والتهديد. إذا كنتم تؤمنون بآرائكم، عبّروا عنها بطريقة تليق بإنسان يدعي احترامه للحرية أو لأي قضية نبيلة. أما إذا كانت الكراهية هي كل ما لديكم، فربما عليكم مراجعة أنفسكم أولًا.
رسالتي في النهاية بسيطة وواضحة: لن أتوقف عن الكتابة أو التعبير عن رأيي، ولن أسمح لأي تهديد بأن يكمم صوتي. أشكر كل من يدعمني، وكل من يؤمن بحرية التعبير والحوار البناء. أما المهددون… لدي طلب بسيط: إن قررتم الاستمرار في إرسال الشتائم، حاولوا أن تكونوا أكثر إبداعًا في المرة القادمة. لأنني بصراحة اعتدت على هذا المستوى. إلى اللقاء، وسأبقى دائمًا صوتًا للحرية والكرامة.
