سبع خطوات تجعلك مواطناً مثالياً!

مرحباً بك، أيها المواطن الطموح! إذا كنت تريد أن تكون مواطناً نموذجياً، محبوباً من قبل الدولة ومريحاً للسلطات، فعليك اتباع بعض الخطوات التي تضمن لك مكاناً مرموقاً في قائمة “المواطنين المثاليين”. لا تقلق؛ الأمر ليس صعباً، فقط يتطلب بعض الصبر واتباع هذا الدليل إلى حد ما، لكن صدقني، سيكون الطريق ممهداً لتحقيق حلم الدولة في السيطرة الكاملة!

1. لا تسأل عن حقوقك.. فقط اتبع التعليمات

عزيزي المواطن، إذا شعرت بأي رغبة في طرح سؤال عن حقوقك، تذكّر فوراً أن الدولة تعرف ما هو أفضل لك. هل تعتقد حقاً أنك تعرف أكثر مما يعرفه أصحاب المعالي؟ قطعاً لا! لذا، حافظ على هدوئك، وكن مطيعاً، واخرس.

2. التزم بمواعيد الإشادات الوطنية

لا تنسَ أن تعبر عن حبك العميق للقائد في كل المناسبات الوطنية. قف في الصفوف الأمامية في المسيرات، واحرص على نشر التغريدات المحبة للوطن، ولا بأس بنشر صورة مبتسمة تحت صورة كبيرة للقائد الملهم. إنها لمسة شخصية بسيطة، لكنها تضيف إلى صورتك كمواطن نموذجي.

3. اعتمد على التكرار بدلًا من التفكير

الحياة أسهل عندما لا تفكر كثيراً، أليس كذلك؟ الدولة قامت بتبسيط الأمور لك! كل ما عليك فعله هو حفظ ما يُقال لك وترديده عند الحاجة. هذا يعني أن تفكر وفقاً لما تقوله وسائل الإعلام الرسمية. انسَ الإبداع أو التحليل؛ فهما مصدر قلق ومضيعة للوقت.

4. كل شيء يسير وفق خطة مرسومة، فلا داعي للقلق

إذا واجهتك مشكلة، كن مطمئناً؛ هناك خطة ما، حتى لو لم تكن واضحة لك. تذكر دائماً أن الدولة تقوم بما هو ضروري، حتى لو بدا لك غير مفهوم. لا داعي للاستفسار عن التفاصيل، بل ثق أن الأمور تدار بأيدٍ حكيمة.

5. كُن ممتنًا دائمًا مهما كانت الظروف

هل انقطعت الكهرباء؟ إنها فرصة للتأمل في الظلام. هل ارتفعت الأسعار؟ فرصة عظيمة لتجربة اقتصاد التوفير. تذكّر، الامتنان هو أساس الاستقرار النفسي، ومفتاح النجاح في علاقة سليمة مع النظام!

6. تجاهل الأخبار “المضللة” وركز على “التوجهات الرسمية”

عندما يأتيك خبر من جهة غير معروفة، تذكر أن كل الأخبار تأتي من الدولة هي الصحيحة. فأي مصدر خارجي غالباً ما يحمل أجندات خفية، ومهمتك هنا أن تكون حصيناً ضد أي معلومة قد تزعزع ثقتك.

7. احرص على عدم طرح الأسئلة المزعجة

هل لديك سؤال عن مشاريع الحكومة، أو أين تذهب أموال الضرائب؟ أرجوك، كن مثالياً. فالأمور المعقدة لا تناسب المواطن العادي؛ لذا، اتركها للمختصين. تذكر أن الفضول قد يفسد صورتك كمواطن ملتزم وواعٍ.

الختام:

لذلك، عزيزي المواطن، بعد اتباع هذا الدليل البسيط، ستكون قد وضعت قدمك على طريق “المواطنة المثالية”. لا تنسَ أن الطاعة مفتاح السعادة، وأن الابتعاد عن الشكوى هو السبيل الأمثل للحياة الهادئة، وقد تكون في النهاية مواطناً مطيعاً، بل بطلًا من أبطال التوافق والانضباط المجتمعي.