في كل مرة ينبعث حدث في لبنان، تجد سلاف فواخرجي نفسها مجبرة على إبداء رأيها، لا لشيء إلا لتجدد ولاءها المعلن لحزب الله وحسن نصر الله. مؤخرًا، لم تكتفِ بنعي نصر الله، بل كتبت فيه شعراً وكأنه ملاك من السماء، متجاهلة بشكل تام آلاف السوريين الذين قُتلوا وتهجروا خلال 13 عامًا من الحرب.
“سلاف فواخرجي: الشاعرة الخاصة لحسن نصر الله!”
منذ أن بدأت الحرب في سوريا، تتنقل سلاف فواخرجي بين التصريحات التي تمجد حزب الله وتدافع عن النظام السوري، وكأنها جزء لا يتجزأ من آلة البروباغندا التي تعمل لصالحهما. وعندما أُعلن عن وفاة حسن نصر الله، كانت فواخرجي أولى المتسابقات لنعيه بطريقة لا تشبه إلا القصائد الأدبية التي تمجد الزعماء. وكأن نصر الله لم يكن إلا بطلًا قُتل في معركة شريفة، وليس الرجل الذي غمر سوريا بدماء أبنائها عبر دعمه للنظام وقواته.
لكن الغريب في كل هذا، أن سلاف لم تجد في نفسها وقتًا أو مكانًا لتنعى أو حتى تذكر السوريين الذين لقوا حتفهم تحت براميل النظام المتفجرة أو في مخيمات النزوح. ربما كانت مشغولة بكتابة أبيات جديدة في حب نصر الله، أو تحضير نفسها لتغزل آخر بلبنان.
“الصعود بصدور عارية… لكن للدفاع عن من؟“
عندما تتحدث سلاف فواخرجي عن سوريا، لا يمكن أن تخفي حبها الجارف للنظام. فقد أعلنت بكل حماس أنها مستعدة للصعود إلى قاسيون بصدور عارية للدفاع عن بشار الأسد، وكأن هذا الصعود البطولي سيعيد لشعب سوريا ما فقده من كرامة وحياة. في حين أن الدفاع الحقيقي كان يجب أن يكون عن مئات الآلاف من السوريين الذين فقدوا أرواحهم في هذه الحرب، وليس عن رجل أدار ظهره لشعبه.
لكن ما يثير السخرية أكثر هو أن فواخرجي تغمض عينيها عمداً عن كل الفظائع التي ارتكبها النظام، وتغني دائمًا على وتر “المؤامرة” و”الدفاع عن السيادة”. وكأن حياة الملايين من السوريين الذين يعانون الآن من الفقر والدمار لا تعني شيئًا في حساباتها. المهم بالنسبة لها هو أن تكون في صف من تظنهم “الأبطال”!
“لبنان يتصدر العناوين… وسوريا في طي النسيان“
عندما يتعلق الأمر بلبنان، فإن سلاف فواخرجي لا تفوت الفرصة للتغزل بالبلد وجماله، لكن بصبغة طائفية واضحة تخدم مصلحتها الشخصية. تتحدث عن “مظلومية” حزب الله وكأنها الناطقة الرسمية باسم الحزب. ولكن أين كانت هذه الحمية عندما هرب اللاجئون السوريون من القصف إلى لبنان؟ أين كانت عندما قُتل السوريون تحت البراميل المتفجرة؟ يبدو أن فواخرجي مشغولة فقط بنصر الله وحزبه، وغير معنية بما يعانيه أبناء وطنها.
“نفاق الوصوليين“
ليس من الصعب إدراك أن تصريحات سلاف فواخرجي، سواء عن نصر الله أو بشار الأسد، ليست إلا محاولة انتهازية لتثبيت أقدامها في دوائر سياسية محددة. هي تعرف جيدًا أين تتوجه بكلماتها، وما هي الأبواب التي تطرقها. لكنها تناست، أو ربما اختارت عن قصد، أن الأبواب الحقيقية التي يجب أن تُفتح هي أبواب السوريين الذين دُمرت حياتهم بالكامل.
فواخرجي، التي لم تتحدث يومًا عن معاناة اللاجئين السوريين في لبنان أو في أي بلد آخر، أو حتى عن القتل الممنهج الذي تعرض له أبناء بلدها، تفضل الترويج لقضية حزب الله وتغني قصائد الولاء، بينما تترك دماء السوريين على قارعة الطريق. إنها مثال حي على كيف يمكن للفنان أن يبيع ضميره لقاء دعم سياسي أو طائفي، بغض النظر عن الحقائق القاسية التي تواجه أبناء بلده.
“التغزل في لبنان… والصمت عن سوريا“
لبنان بالنسبة لفواخرجي هو الأرض التي تستحق كل كلمات الغزل والشعر. تتحدث عن جمال لبنان وكأنها تتجاهل بالكامل ما فعله حزب الله في تدمير البلاد، وتنسى تماماً أن سوريا هي منبع المآسي الحقيقية التي تحتاج إلى وقفة. أما عن سوريا، فالصمت يظل قائماً، وكأن معاناة السوريين لا تليق بأن تُذكر.
إذا كانت سلاف ترى أن الحديث عن حزب الله هو الطريقة المثلى لجذب الأنظار، فإنها بلا شك تعيش في وهم كبير. لأن الواقع يثبت أن السوريين بحاجة إلى من يقف معهم، لا من يتجاهلهم لمجرد مكاسب شخصية أو طائفية.
“الوصولية بطعم النفاق“
لنكن واضحين، الحديث عن حزب الله ليس جديدًا في تصريحات فواخرجي. لقد أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها على استعداد لتبني المواقف التي تعزز وضعها، بغض النظر عن الحقائق أو الضحايا. ليس الأمر غريبًا أن نرى وصولية مفضوحة تتجلى في هذه التصريحات المتكررة، والتي تتجاهل تمامًا كل ما يمس السوريين.
سلاف التي تبدو في كل مناسبة وكأنها الناطقة باسم حزب الله، تتعامل مع السياسة وكأنها فرصة للاستعراض والتلميع. وعندما يتعلق الأمر بالأرواح التي أزهقت في سوريا؟ لا كلمة تُقال. وعندما يموت اللاجئون السوريون في لبنان أو يُطردون؟ الصمت سيد الموقف.
“في النهاية: صوت نصر الله أعلى من صوت الضمير”
في عالم سلاف فواخرجي، لا يوجد مكان للإنسانية عندما يتعلق الأمر بشعبها. فهي منشغلة بالتصفيق لحزب الله والولاء لبشار الأسد، حتى لو كان ذلك على حساب دماء السوريين. لم تكن يوماً صوتاً للحق، بل أصبحت رمزًا صارخًا للنفاق والوصولية. يبدو أن الطريق إلى قاسيون لا يحتاج إلى صدور عارية، بل إلى قلوب مليئة بالصدق والشجاعة، وهما الأمران اللذان تفتقدهما سلاف بشكل مؤسف.
