في عالمٍ اختلط فيه الاحتفال بالدمار والحلوى بالخراب، يبرز حسين مرتضى كصوت لا يتردد في تمجيد البراميل المتفجرة التي تمطر السوريين موتًا، بينما يتناول البقلاوة بابتسامة عريضة. إلا أن ما كان يبدو وكأنه نصر وهمي استمر حتى لحظة الانهيار. اليوم، يتحول مرتضى، الذي احتفل بالدماء، إلى رجل يبكي على أطلال نصرٍ لم يكن موجودًا من الأساس.

البراميل التي كان يصفها بأنها “تحقق الانتصار”، حولت مدنًا إلى رماد، وها هو اليوم يعاني من الخسائر التي كان يدافع عنها في خطبه النارية.

من البراميل إلى الحرب: عندما يصبح الدمار “نصرًا” وهميًا

مرتضى، الذي اعتاد الاحتفال بالبراميل المتفجرة التي كانت تمطر الموت على السوريين، لم يتأخر في الوقوف خلف حزب الله بحماسة في حربه ضد إسرائيل. وكأن البراميل لم تكن كافية لإشباع نهمه للاحتفالات. فحين بدأ حزب الله حربه بحجة “دعم غزة” ضد إسرائيل، كان حسين أول من خرج ليبشر اللبنانيين بـ”النصر العظيم”. في عالمه، كل صاروخ يسقط، وكل قذيفة تنفجر، هي فرصة جديدة للتصفيق ورفع الشعارات الرنانة.

البقلاوة فوق دماء الأبرياء: أسلوب حياة حسين مرتضى

منذ أن أصبح مرتضى صوتًا لحزب الله والنظام السوري، وخاصة إيران، لم يتوانَ عن اغتنام أي فرصة للاحتفال بالموت والدمار. البراميل التي تدمر المدن السورية كانت بالنسبة له “انتصارات”، وكأن الدماء هي وليمة شهية تستحق أن تُرافق بحلوى البقلاوة. كلما سقطت قنبلة أو نزلت برميل، كانت لحظة يحتفل فيها مرتضى بانتصارات وهمية، ولا شيء أفضل من تحويل المعاناة البشرية إلى حفلة.

“النصر” حتى آخر رمق: الحرب مع إسرائيل

في خضم حرب حزب الله مع إسرائيل، خرج مرتضى متحمسًا ليُبشّر اللبنانيين بـ”نصر” قادم. ففي عقله المليء بالشعارات، كان كل صاروخ إسرائيلي يسقط على لبنان هو “إنجاز” يستحق التمجيد، وكل ضربة لحزب الله كانت في نظره خطوة نحو “التحرير”. لكن مع استمرار القصف وتصاعد الدمار، بدأ مرتضى يدرك أن “النصر” الذي كان يتحدث عنه لم يكن إلا سرابًا.

لكن المسرحية لم تنتهِ بعد. فبعد أن ورط حزب الله لبنان في حرب لم تجلب سوى الخراب، تلقى مرتضى ضربة شخصية مؤلمة: مقتل قائد الحزب. وعندها، كتب مرتضى بكل حزن: “مات والدي”. وهكذا، تحول الرجل الذي كان يحتفل بالدمار إلى رجل يبكي على الإطلال.

وإيران لها نصيب

بينما يهلل حسين مرتضى لبراميل الموت وحروب حزب الله، لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي تلعبه إيران في هذه المسرحية العبثية. فإيران، التي تُعتبر الراعي الرسمي لحزب الله والنظام السوري، لا توفر جهدًا في تسليح ودعم حلفائها. وفي ظل هذا الدعم، يتحول حسين مرتضى إلى بوق آخر لترديد الدعاية الإيرانية، ممجدًا “المقاومة” التي تدمر لبنان وسوريا في آنٍ واحد.

مرتضى، الذي يغني لانتصارات وهمية، يدرك تمامًا أن هذه البراميل المتفجرة والصواريخ ليست سوى أدوات إيرانية لتحقيق نفوذها في المنطقة. وبينما يبكي على “الأطلال”، يدافع بضراوة عن إيران ودورها في تمويل وتسليح حزب الله، وكأن الدمار هو الثمن المقبول لتحقيق “المقاومة” التي يدعي الدفاع عنها.

من الاحتفال بالنصر إلى البكاء على الأطلال

مرتضى، الذي كان يخرج ليبشر بـ”النصر” وكأن هذا الحدث لا مفر منه، وجد نفسه فجأة في مواجهة الخسائر الحقيقية. الانتصارات الوهمية التي كان يروج لها تحولت إلى مأساة، والموت الذي كان يحتفل به أصبح قريبًا جدًا. ومع مقتل قائد الحزب، تغيرت نبرة مرتضى من الفخر إلى الحزن. ففي النهاية، لا يمكن للبقلاوة أن تُعيد الحياة إلى من رحل، ولا أن تُعوض الخسائر الجسيمة.

من التهليل للدمار إلى كتابة المرثيات

مرتضى، الذي كان يظهر في كل مناسبة ليمجد حزب الله والنظام السوري، وجد نفسه فجأة كاتبًا للمرثيات. بعد أن كان يُعلي من شأن البراميل المتفجرة ويحتفل بكل قصف، تحول إلى رجل يبكي على الأطلال. وكأن الحياة أعطته درسًا مريرًا: “الانتصارات الوهمية لا تدوم”. وبالنسبة لشخص قضى حياته مدافعًا عن دمار الآخرين، كانت هذه اللحظة الأكثر إيلامًا.

أضف تعليق