من الرصاص إلى الحجز: أسلوب جديد في قمع الحلم

يبدو أن النظام السوري قرر أن البراميل المتفجرة والكيماوي لم تكن كافية لإخماد الأحلام. والآن، بعد أن دُمرت البيوت على رؤوس أصحابها، حان الوقت ليكمل النظام مسيرته ويأخذ ما تبقى لهؤلاء من أملاك وأراضٍ. فبما أن الرصاص لا يمحو الحلم، فلنستعمل إذن “الحجز الاحتياطي” لنسحق كل ما تبقى من أمل.

وزارة المالية: قوة جديدة في مواجهة الثورة

من كان يتخيل أن وزارة المالية، التي كان من المفترض أن تتابع الشؤون الاقتصادية، ستتحول إلى أداة قمع؟ لكن في سوريا كل شيء ممكن. فبعد أن استخدم النظام كل ما في جعبته من رصاص وكيماوي وبراميل، جاء الدور على وزارة المالية لتلعب دورًا جديدًا في “معاقبة الحالمين”. فالحراك السلمي، الذي بدأ بشعارات الكرامة، ينتهي اليوم بورقة رسمية تحجز على “أملاك الكرامة”.

فرع 285: حامي النظام وصانع التهم الجاهزة

لا يمر يوم دون أن يكون لفرع المخابرات العامة بصمة في هذه المسرحية الهزلية. بعد أن كانوا أبطال الحملة العسكرية في 2011، والذين قادوا عمليات القمع باستخدام كل أنواع الأسلحة، ها هم اليوم يعودون ليصنعوا تهمًا جديدة لكل من تجرأ على المشاركة في الحراك السلمي. “التورط في الأحداث” هي تهمة مبتكرة، لا تحتاج إلى تفاصيل. أي “حدث” يكفي لتبرير سلب كل ما لديك. إنه النظام الذي يتفنن في تحويل العدل إلى سخرية.

السويداء: حين يصبح الحلم جريمة

السويداء، تلك المدينة التي كانت رمزًا للصمود السلمي، أصبحت اليوم مسرحًا لهذه الكوميديا السوداء. لم يكن يكفي أن يُواجه الناشطون بالرصاص، بل حتى أحلامهم الصغيرة في بناء حياة كريمة أصبحت الآن تحت الحجز. النظام يقول بصراحة: “لا مكان لأحلامكم هنا، وحتى ما تبقى من أمتعتكم سنأخذه”. هل هي حرب ضد الحلم؟ ربما، لأن من يقصف المدن بالبراميل ويخنق الأبرياء بالكيماوي، لن يتردد في سرقة البيوت والمزارع.

القرار المسرب: بيروقراطية القمع بلا رحمة

وكأن النظام أراد أن يسخر من الناشطين مرة أخرى، قرر تسريب قرار الحجز دون إبلاغهم رسميًا. وكأن الحلم يمكن أن يُسرق خفية، دون حتى جرس إنذار. لا أوراق رسمية، ولا إخطارات، فقط تسريب هنا وهناك ليبقى المتضررون في حالة من التيه. إنها قمة العبث البيروقراطي، حيث لا تجد العدالة مكانًا وسط أوراق النظام المتناثرة.

من الكيماوي إلى الحجز: مسيرة القمع الطويلة

في 2011، بدأ النظام برصاصاته ليواجه المطالبين بالحرية، ثم صعّد باستخدام البراميل المتفجرة، ولم يتردد في استخدام الأسلحة الكيماوية لإسكات الأصوات. واليوم، بعد كل هذا القتل والتدمير، لجأ إلى أسلوب أكثر هدوءًا ولكنه بنفس القسوة: الحجز على أملاك الناشطين. إنه ليس فقط قمعًا للأفراد، بل هو محاولة لقمع كل ما يمثلونه من قيم وأحلام.

أضف تعليق