البراميل المتفجرة: حين تنعدم الإنسانية وتختفي المشاعر

يبدو أن هؤلاء الذين يدّعون أن البراميل المتفجرة تمثلهم قد تخلوا عن أي إحساس بالإنسانية. فما الحاجة للمشاعر عندما تكون البراميل هي لغتك الوحيدة؟ وما الحاجة للضمير إذا كانت البراميل تتحدث عنك؟ العقل هنا ليس مجرد فارغ، بل هو مساحة مفتوحة لشعارات جوفاء مثل “الأمن” و”الاستقرار” التي يتغنى بها النظام، بينما البراميل تسقط كأمطار من الرعب فوق رؤوس الأبرياء. وكأن العالم تحول إلى مشهد سينمائي عبثي، حيث البراميل هي نجوم العرض وهؤلاء هم الجمهور المصفق بحماسة لا متناهية.

تمثلني”، يقولون بكل برود، وكأنهم قد اكتشفوا سر الحياة في حفرة متفجرة على أطراف مدينة مهجورة.

البراميل: أداة قذرة لتمثيل العقول الفارغة

هل تساءلت يومًا كيف يمكن لشخص أن ينظر إلى البراميل المتفجرة ويرى فيها رمزًا يستحق العبادة؟ إنه ذلك الشخص الذي يسجد للبوط العسكري، ويجد في صوت الانفجار سيمفونية للنظام الذي يسبح بحمده. هؤلاء لا يرون في البراميل سوى تجسيد للقوة العمياء، قوة تعطيهم إحساسًا زائفًا بالسيطرة والولاء. لأن من يحتاج إلى مبادئ وأخلاق، إذا كان بإمكانه ببساطة أن يعبد البراميل ويغني للبوط العسكري؟

البوط العسكري يمثلني، والبراميل هي معبودتي

ما أعمق هذا الولاء الساذج الذي يظهره هؤلاء! في عالمهم البائس، البراميل المتفجرة هي آلهة تهبط من السماء، والبوط العسكري هو الرمز المقدس الذي يسجدون له بكل خشوع. هؤلاء الذين يمجدون النظام ويفخرون بأنه “لا كهرباء ولا وقود ولكن لدينا أمان البراميل”، قد بلغوا قمة السخرية من أنفسهم. فكما يدّعون، البراميل لا تقتل، إنها تُطهّر، تمامًا كما يقومون هم بتطهير عقولهم من أي ذرة إنسانية أو تفكير.

تمثلني البراميل، لأنها تغني نشيد القذارة!

البراميل المتفجرة ليست مجرد سلاح بيد النظام، بل هي تعبير عن قذارة الأفكار التي تتبناها عقول فارغة من أي حس إنساني. هؤلاء يفرحون بأصوات الانفجارات وكأنها موسيقى الحياة. وفي عالمهم القاتم، البراميل ليست مجرد وسيلة للقتل العشوائي، بل هي “رمز” لطريقهم الفارغ نحو التبعية العمياء للنظام، ولسان حالهم يقول: “نعبد البوط، ونسجد للبرميل”.

أضف تعليق