في كل مرة يمر لبنان بأزمة جديدة، نجد أصابع الاتهام تشير إلى كل مكان إلا إلى الوجه الحقيقي للأزمة: حزب الله. ذاك الحزب الذي تحول من “مقاومة” إلى آلة تدمير شاملة، وكلما تدخل في شيء، أصبح كمن يحمل المطرقة ويظن أن كل شيء حوله مسمار. إنجازاته؟ دمار البلد أكثر من مرة، تهجير الآلاف، وقتل الأبرياء، وكل ذلك بحجة تحرير فلسطين!

الحزب يفتح أبواب الجحيم أينما حل. تدخله في سوريا، مثلاً، جعلنا نرى كيف يمكن لحركة “مقاومة” أن تتحول إلى أكبر داعم لديكتاتور. وفي الداخل اللبناني؟ قراراته العبقرية في السياسة والاقتصاد جعلت البشر تحلم بالكهرباء كما يحلم البعض بالصعود إلى القمر، أما الليرة اللبنانية، فربما تصبح جزءًا من متحف العملات قريباً.

حزب الله، الذي يدّعي أنه يحمي لبنان ويقاتل من أجل فلسطين، نسي أن الحروب لا تحرر أراضٍ، بل تدمّر أوطاناً. نحن نؤمن أن دعم فلسطين واجب، لكن دعمها لا يعني هدم البيوت وتحويل البلاد إلى ساحة معركة دائمة. دعم فلسطين يعني الوحدة، المساعدة الإنسانية، الدعم السياسي والاقتصادي، وليس تحويل كل شيء نلمسه إلى أنقاض تحت عنوان “المقاومة”.

الخطاب يبدأ دائمًا بتأكيد أن “كل شيء تحت السيطرة”، رغم أن البلد يغرق في فوضى عارمة. يتحدث عن فلسطين وكأنه على وشك إعلان تحريرها غدًا، بينما نحن نبحث عن شمعة نضيء بها غرفتنا وسط الظلام. يتكلم عن “المقاومة”، وكأن المقاومة أصبحت هواية مسائية تقتصر على نسف أي أمل بحياة كريمة في لبنان. وفي كل مرة يختم الخطاب بجملة من الطراز القديم، مثل: “سننتصر”! ولكن، متى؟ وكيف؟ والأهم، على من؟!

وفي النهاية، يبقى السؤال الأكبر: متى سينتهي هذا العبث؟ إلى متى سيستمر حزب الله في تدمير لبنان تحت شعار المقاومة والتحرير؟ نعم، فلسطين قضيتنا، ودعمها واجب، ولكن ليس على حساب لبنان ومستقبله. لم يعد لبنان يحتمل المزيد من “الانتصارات” الوهمية، ولم يعد شعبه قادرًا على تحمل نتائج القرارات العشوائية التي لا تخدم سوى أجندات خارجية.

أضف تعليق